التفاسير

< >
عرض

كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَفَرُواْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ ٱللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ
٥٢
-الأنفال

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ كَدَأبِ آل فِرعَونَ } أى دأب هؤلاء الذين كفروا بك يا محمد، كدأب آل فرعون { والَّذينَ مِنْ قَبلهِم } من قبل آل فرعون، كقوم نوح، وقوم هود، وقوم صالح، وقوم لوط، وقوم شعيب، وأجاز بعضهم تعليقه بقدمت، والدأب العادة أو ما يدأب عليه يداوم، أو السنن والطريقة كما قال به جابر بن زيدرحمه الله ، والشعبى، ومجاهد، وعطاء، والمصدق واحد، وفسر الدأب بقوله:
{ كَفرُوا } أى آل فرعون والذين من قبلهم { بآياتِ اللهِ } داموا على الكفر بالآيات، والكفر بها يستلزم أيضا الدوام على سائر المعاصى، فكانت عادة كل قوم من هؤلاء الكفر والمعاصى { فَأخَذَهُم اللهُ بذُنُوبهم } فمن مفرق، ومن مرجوف، ومن مرجوم، ومن ممسوخ وغير ذلك، كما أخذ هؤلاء الذين كذبوا بك بوقعة بدر، ولك أن تجعل العادة مجموع الكفر والأخذ فى مجموع الأمم، وأن تجعلها الأخذ فيكون تقديم الكفر بيانا لما يترتب عليه العادة، وهى الأخذ لا لأنه عادة أو بعض عادة، فالتقدير على هذا كعادة الله فى آل فرعون ومن قبلهم، وأضيفت العادة إليهم كما يضاف المصدر إلى ظرفه ومفعوله، وعلى كل حال فالأخذ إنما يتصور عادة أو بعضها باعتبار وقوعه فى ذاك القوم، وفى ذاك وفى ذاك وهكذا إلا فى الواحد، لأن الواحد لهم أخذ واحد، إلا إن يعتبر أحاد القوم.
{ إنَّ اللهَ قوىٌّ } فى أخذه الكفار { شَدِيدُ العِقابِ } عليهم فلا أحد يقوى عليه ولا على رفعه.