التفاسير

< >
عرض

وَإِذَا مَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ نَّظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ هَلْ يَرَاكُمْ مِّنْ أَحَدٍ ثُمَّ ٱنصَرَفُواْ صَرَفَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُم بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ
١٢٧
-التوبة

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وإذا ما أنزلَتْ سُورةٌ } تعيبهم وتوبيخهم { نَظرَ بعْضُهم إلى بَعضٍ } يتغامزون بالعيون إنكاراً لها وسخرية، أو لئلا يغلبهم الضحك فيفتضحون، أو غيظا بها، والتغامز كالقول، فجملة:
{ هَلْ يَراكُم منْ أحدٍ } مقولة نظرا، وقد فسره بعض بقال، أو مفسرة أو مقولة لمحذوف، أى يقولون: هل يراكم أحد من المؤمنين إن قمتم من حضرة محمد، أو هل يراكم أحد حين تدبرون أموركم، والأول أصح، فإن لم يكن أحد يراهم قاموا لئلا يسمعوا ما يغيظهم كما قال:
{ ثم انْصرفُوا } عن الحضرة، أى إن لم يرهم أحد، أو عن الإيمان بالسورة، وعن الاهتداء لأنهم إذا فضحوا تعجبوا وتوقفوا ونظروه وتحققوا الأمر، ثم ينصرفوا عن ذلك التوقف، وذلك النظر، وذلك التحقق إلى نفاقهم { صَرفَ الله قُلُوبهم } عن الإيمان كما انصرفوا عن ذلك، وهو إخبار بدليل قوله: { بأنَّهم قومٌ لا يفْقَهون } أى بسبب سوء فهمهم، أو عدم تدبرهم، وقال الشيخ هودرحمه الله : إنه دعا دعاء، وعن ابن عباس: لا تقولوا انصرفنا من الصلاة، فإن قوما انصرفوا فصرف الله قلوبهم، ولكن قولوا: قضينا الصلاة، يشير إلى التأدب فى التلفظ.