التفاسير

< >
عرض

قُلْ أَنفِقُواْ طَوْعاً أَوْ كَرْهاً لَّن يُتَقَبَّلَ مِنكُمْ إِنَّكُمْ كُنتُمْ قَوْماً فَاسِقِينَ
٥٣
-التوبة

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ قُلْ أنفقُوا طَوْعاً أو كَرْهاً } أى إنفاق طوع أو كره، أو طائعين أو كارهين، أو ذوى طوع أو كره، أو سماهم طوعا أو كرها على طريقة العرب فى المبالغة، وضم ابن وثاب، والأعمش الكاف، وذلك تهديد أيضا، أو بمعنى الخبر، ومعنى إنفاقهم كرها أن ينفقوا مع كراهة أنفسهم، ولم يكن ثم حبس أو ضرب أو قتل إجبارا على الإنفاق، وكان رؤساؤهم يحملونهم على الإنفاق لمصلحة يرونها، وذلك تسوية بين الإنفاق طوعا أى برضا نفس، والإنفاق بكرهها إذ لم يقع إيمانا واحتسابا فى عدم القبول كما قال.
{ لَنْ يُتقبَّلَ منْكُم } أى لن يتقبله الله، أو لن يقبضه منكم رسوله صلى الله عليه وسلم، كأنه قيل: أنفقوا طوعا أو كرها، وانظروا هل يتفاوت الإنفاق قبولا وعدما أو لا يتفاوتان، وعلل عدم القبول بقوله:
{ إنَّكُم كنتُم قوماً فاسِقينَ } كافرين، وذلك كإنفاق الجد بن قيس ونحوه ممن تخلف بلا عذر، أو خرج فى نفاق وكفر، وقد قيل: نزلت لقول الجد بن قيس: أعينك بمالى.