التفاسير

< >
عرض

لَـٰكِنِ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُوْلَـٰئِكَ لَهُمُ ٱلْخَيْرَاتُ وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ
٨٨
-التوبة

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ لكِن الرَّسُولُ والَّذينَ آمنُوا مَعَه جَاهدُوا بأمْوالِهم وأنفُسِهِم } الذى ظهر لى إبقاء لكن على الاستدراك، فإن النظر إلى مجرد تخلف هؤلاء يوهم فى الجملة أن تخلفهم قد أوهن المؤمنين، وأوقع فيهم ضعفا فيفترون هم أو بعضهم عن الجهاد، أو يخرجون متهاونين، فأزال الله ذلك الإبهام، بأن المؤمنين ما زالوا فى قوة بصيرة، وبلوغ جهد فى بذل أنفسهم وأموالهم فى الجهاد، وقول جار الله والقاضى: إن تخلف هؤلاء فقد جاهد من هو خير منهم، يحتمل ذلك بأن يريد أنهم إن تخلفوا فما أوقع تخلفهم، وهنا فيمن هو خير، وقد جاهد بالنفس والمال، ويحتمل إخراجها عن الاستدراك بناء على أنها قد تخرج عنه.
{ وأولئِكَ لَهم الخَيْراتُ } النصر والغنيمة فى الدنيا، والجنة والكرامة فى الآخرة، وقال الحسن: الحور العين، كقوله سبحانه وتعالى:
{ { فيهن خيرات حسان } جمع خيرة وهو المستحسن من كل شىء، وكثر استعماله فى النساء، وقيل الخيرة بإسكان الياء مخفف من خيرة بكسرها مشددة { وأولئِكَ هُم المفْلحُونَ } الفائزون بالمطلب، فإن الفلاح يستعمل بمعنى إدراك البغية وبمعنى البقاء.