عطف على جملة
{ { فلا ينازعنك في الأمر } [الحج: 67]. والمعنى: إن تبيّن عدم اقتناعهم بالأدلة التي تقطع المنازعة وأبوا إلا دوام المجادلة تشغيباً واستهزاء فقل: الله أعلم بما تعملون.وفي قوله: { الله أعلم بما تعملون } تفويض أمرهم إلى الله تعالى، وهو كناية عن قطع المجادلة معهم، وإدماج بتعريض بالوعيد والإنذار بكلام موجّه صالح لما يتظاهرون به من تطلب الحجّة: ولما في نفوسهم من إبطان العناد كقوله تعالى:
{ فأعرض عنهم وانتظر إنهم منتظرون } [السجدة: 30].والمراد بــــ { ما تعملون } ما يعملونه من أنواع المعارضة والمجادلة بالباطل ليُدحضوا به الحق وغير ذلك.
وجملة { الله يحكم بينكم يوم القيامة } كلام مستأنف ليس من المقول، فهو خطاب للنبي - صلى الله عليه وسلم - وليس خطاباً للمشركين بقرينة قوله { بينكم }. والمقصود تأييد الرسول والمؤمنين.
وما كانوا فيه يختلفون: هو ما عبر عنه بالأمر في قوله
{ { فلا ينازعنك في الأمر } [الحج: 67].