التفاسير

< >
عرض

فَأَثَابَهُمُ ٱللَّهُ بِمَا قَالُواْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذٰلِكَ جَزَآءُ ٱلْمُحْسِنِينَ
٨٥
-المائدة

التحرير والتنوير

تفريع على قوله { يقولون: ربّنا ءامنّا... } [المائدة: 83] إلى آخر الآية. ومعنى (أثَابهم) أعطاهم الثواب. وقد تقدّم القول فيه عند تفسير قوله تعالى: { لَمَثُوبة من عند الله خير } في سورة البقرة (103).

والباء في قوله { بما قالوا } للسببية. والمراد بالقول قول الصادق وهو المطابق للواقع، فهو القول المطابق لاعتقاد القلب، وما قالوه هو ما حكي بقوله تعالى: { يقولون ربّنا آمنّا فاكتبنا مع الشاهدين.. } [المائدة: 83] الآية. وأثابَ يتعدّى إلى مفعولين على طريقة باب أعطى، فـــ{ جَناتٍ } مفعوله الثاني، وهو المعطَى لهم. والإشارة في قوله { وذلك جزاء المحسنين } إلى الثواب المأخوذ من { أثابهم } ولك أن تجعل الإشارة إلى المذكور وهو الجنّات وما بها من الأنهار وخلودهم فيها. وقد تقدّم نظير ذلك عند قوله تعالى في سورة البقرة (68) { { عَوَان بيْنَ ذلك } }.