التفاسير

< >
عرض

وَٱتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ
١٢٣
-البقرة

خواطر محمد متولي الشعراوي

هذه الآية الكريمة تشابهت مع الآية 48 من سورة البقرة .. التي يقول فيها الله تبارك وتعالى: { { وَٱتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنْصَرُونَ } }. نقول إن هذا التشابه ظاهري .. ولكن كل آية تؤدي معنى مستقلاً .. ففي الآية 48 قال الحق سبحانه: "لا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل" .. وفي الآية التي نحن بصددها قال: "لا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفاعة" .. لماذا؟ لأن قوله تعالى "لا تجزي نفس عن نفس شيئاً" .. لو أردنا النفس الأولى فالسياق يناسبها في الآية الأولى .. ولو أردنا النفس الثانية فالسياق يناسبها في الآية الثانية التي نحن بصددها .. فكأن معنا نفسين إحداهما جازية والثانية مجزي عنها .. الجازية هي التي تشفع .. فأول شيء يقبل منها هو الشفاعة .. فإن لم تُقْبَلْ شفاعتها تقول أنا أتحمل العدل .. أي أخذ الفدية أو ما يقابل الذنب .. ولكن النفس المجزي عنها أول ما تقدم هو العدل أو الفداء .. فإذا لم يقبل منها تبحث عن شفيع .. ولقد تحدثنا عن ذلك بالتفصيل عند تعرضنا للآية 48 من سورة البقرة.