التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَٰوةَ وَآتَوُاْ ٱلزَّكَٰوةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ
٢٧٧
-البقرة

خواطر محمد متولي الشعراوي

وقلنا: إن كلمة "أجر" تقتضي أنه لا يوجد مخلوق يملك سلعة، إنما كلنا مستأجرون، لماذا؟ لأننا نشغل المخ المخلوق لله، بالطاقة المخلوقة لله، في المادة المخلوقة لله، فماذا تملك أنت أيها الإنسان إلا عملك، وما دمت لا تملك إلا عملك فلك أجر { لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ } [البقرة: 277]. وكلمة "عند ربهم" لها ملحظ؛ فعندما يكون لك الأجر عند المساوي لك قد يأكلك، أما أجرك عند رب تولّى هو تربيتك، فلن يضيع أبداً.
ويتابع الحق: { وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ } [البقرة: 277] لا من أنفسهم على أنفسهم، ولا من أحبابهم عليهم، { وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } [البقرة: 277]؛ لأن أي شيء فاتهم من الخير سيجدونه مُحضراً أمامهم. وبعد ذلك يقول الحق:
{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ... }.