التفاسير

< >
عرض

وَلاَ يَصُدَّنَّكُمُ ٱلشَّيْطَانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ
٦٢
-الزخرف

خواطر محمد متولي الشعراوي

يعني: لا يمنعكم ولا يصرفكم عن الحق والهدى { إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ } [الزخرف: 62] يعني: واضح العداوة، وعداوته لكم راسخة وقديمة منذ أبيكم آدم، فلا تعطوه الفرصة لأنْ يصدكم عن الحق أو يفتح لكم أبواب الشبهة، لأنه يتصيَّد مواطن الخلاف ويحوم حولها حتى يُوقعكم في الضلال.
فهو القائل:
{ { لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ ٱلْمُسْتَقِيمَ } [الأعراف: 16] أي: في أماكن الطاعة ليفسدها عليهم، والحق سبحانه يُعلِّمنا كيف نتحصَّن منه { { وَإِماَّ يَنزَغَنَّكَ مِنَ ٱلشَّيْطَٰنِ نَزْغٌ فَٱسْتَعِذْ بِٱللَّهِ } [الأعراف: 200] فاسم الله هو الذي يطرد عنك وساوسَ الشيطان ونزغاته، لأن وارد الشيطان لا بقاء له أبداً مع وارد الرحمن.
قلنا: لو أن لصاً يحوم حول بيتك فسمعك تقول إحم، فإنه يتراجع وينصرف ولو قلتها حتى مصادفة، فأيُّ نزغ من الشيطان ساعةَ تشعر بأنه يحوم حولك، ما عليك إلا أنْ تذكر الله وتستعيذ به من وساوسه.
تقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم تقولها بصوت عَالٍ، وقد اعترف الشيطان نفسه بأنه لا سلطانَ له على الذين آمنوا وأخلصوا لله تعالى:
{ { قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ ٱلْمُخْلَصِينَ } [ص: 82-83].