التفاسير

< >
عرض

مَنْ عَمِلَ صَـٰلِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَآءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ
١٥
-الجاثية

خواطر محمد متولي الشعراوي

فتأمل { فَلِنَفْسِهِ .. } [الجاثية: 15] في العمل الصالح وعليها في الإساءة { ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ } [الجاثية: 15] فكأن الجزاء السابق له وعليه قبل الرجوع إلى الله في الآخرة.
نعم هذا في الدنيا ليعتدلَ ميزانُ حركة الحياة، لأن الجزاء كله لو أُخِّر إلى الآخرة لاستسهل الناسُ الذنبَ، وهان عليهم الوقوع فيه فاستشرى الباطل وزاد الشر.
لذلك لا بدّ من حدوث شيء من العقاب الدنيوي لتستقيم الأمور؛ لذلك يقول تعالى:
{ { وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ عَذَاباً دُونَ ذَلِكَ .. } [الطور: 47].
وقال عن عذاب أهل النار:
{ { وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِّنَ ٱلْعَذَابِ ٱلأَدْنَىٰ .. } [السجدة: 21] يعني: القريب في الدنيا { { دُونَ ٱلْعَذَابِ ٱلأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } [السجدة: 21] أي: في الآخرة.
وهذا المبدأ واضح في سورة الكهف في قول ذي القرنين:
{ { أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَىٰ رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَاباً نُّكْراً } [الكهف: 87].