التفاسير

< >
عرض

وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ آمَنُواْ لَوْ كَانَ خَيْراً مَّا سَبَقُونَآ إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُواْ بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَـٰذَآ إِفْكٌ قَدِيمٌ
١١
-الأحقاف

خواطر محمد متولي الشعراوي

القائل هنا الذين كفروا. قالوا لمن؟ للذين آمنوا { لَوْ كَانَ خَيْراً .. } [الأحقاف: 11] أي: الإسلام { مَّا سَبَقُونَآ إِلَيْهِ .. } [الأحقاف: 11] وللعلماء ملحظ في هذه الآية يتوقف على معنى كلمة { لِلَّذِينَ آمَنُواْ .. } [الأحقاف: 11].
فمَنْ أخذها بمعنى اللام اعتبر هذا القول مواجهة من الكافرين للمؤمنين، فقالوا لهم وهم حضور: لو كان خيراً ما سبقتمونا إليه هكذا بتاء الخطاب، ومن اعتبر اللام بمعنى (عن) المؤمنين يعني: وهم غائبون عن مجلس القول: لو كان خيراً ما سبقونا إليه.
فكأن السياق عدلَ عن الحرف (عن) إلى (اللام) ليعطينا المعنيين: معنى الإيذاء في المواجهة، والإيذاء في الغَيْبة، ويجمعهما في نصٍّ واحد.
وقوله تعالى: { وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُواْ بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَـٰذَآ إِفْكٌ قَدِيمٌ } [الأحقاف: 11] الإفك: هو أقبح الكذب { قَدِيمٌ } يعني: معروف ومعهود منذ القِدم. أي: عند الأولين.