التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱللَّهَ يُدْخِلُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ ٱلأَنْعَامُ وَٱلنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ
١٢
-محمد

خواطر محمد متولي الشعراوي

الحق سبحانه وتعالى يحدثنا هنا عن عمل أهل الإيمان وعاقبته، وعمل أهل الكفر وعاقبته، فالمؤمن عمر قلبه بالإيمان، وعَمُرت جوارحه بالعمل الصالح، فكان العاقبة { جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ .. } [محمد: 12] حيث النعيم الدائم الذي لا ينفد أبداً.
ومعنى { مِن تَحْتِهَا .. } [محمد: 12] أن ماءها ذاتي فيها متوفر لها لا يأتيها من بعيد ولا يخشى انقطاعه.
أما الكافرون فيأكلون ويتمتعون بالطعام والشراب يملأون به بطونهم وقوالبهم، أما القلوب فهي خاوية خراب من المعاني ومن الإيمان.
إذن: فهم يعيشون عيشة أشبه ما تكون بعيشة الحيوانات والبهائم، فعندهم تخمة في المادة، وعندهم فقر في المعاني والقيم، هذا حالهم في الدنيا، ثم تأتي العاقبة والجزاء الطبيعي { وَٱلنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ } [محمد: 12] يعني: مآلهم ومرجعهم ومستقرهم ومصيرهم.