التفاسير

< >
عرض

هَا أَنتُمْ هَـٰؤُلاَءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَٱللَّهُ ٱلْغَنِيُّ وَأَنتُمُ ٱلْفُقَرَآءُ وَإِن تَتَوَلَّوْاْ يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُونُوۤاْ أَمْثَالَكُم
٣٨
-محمد

خواطر محمد متولي الشعراوي

قوله تعالى: { هَا أَنتُمْ هَـٰؤُلاَءِ .. } [محمد: 38] (ها) أداة تنبيه لجذب الانتباه، و(أنتم) ضمير للخطاب، و(هؤلاء) إشارة لهذا المخاطب أنتم، فالمخاطب هو عَيْن المشار إليه، إذن: جمعتْ الآية بين أدوات ثلاثة لتأكيد التنبيه ولمزيد الاهتمام.
جاء بـ هاء التنبيه لأن المتكلم حر يتكلم في الوقت الذي يريده فهو يملك زمام الأمر، أما المخاطب فلا يملك ذلك ولا يدري متى تتكلم ليسمع، لذلك نأتي بأداة التنبيه ليستعد ولا يفوته شيء من الكلام.
فالحق سبحانه وتعالى يخاطبهم بكل هذه الأدوات ليؤكد نداءه لهم ودعوته لهم لينفقوا { تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ .. } [محمد: 38] مَنْ الذي يدعو؟ الله يدعوهم لينفقوا.
تأمل هنا كيف أن الحق سبحانه يحترم ويُقدِّر مجهودات البشر؟ فرغم أنه هو سبحانه الخالق الرازق مُسبِّب الأسباب منحك القوة التي تعمل بها، والعقل الذي تفكر به، والمادة التي تستعملها، ومع ذلك احترم دورك في أنْ تُوجِّه الطاقة المخلوقة لله في شيء نافع مفيد وقال لك: أنفق كأن المالَ مالك وهو يقترضه منك قرضاً حسناً.
كما أنك تعطي ابنك مصروفه اليومي فيدخره مثلاً في حصالة، ثم يطرأ عليك ظروف تحتاج فيها ما في حصالة الولد. فتقول له: أعطني ما في الحصالة سلف وسوف أرده إليك لما أقبض.
يقول تعالى:
{ مَّن ذَا ٱلَّذِي يُقْرِضُ ٱللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَٰعِفَهُ لَهُ .. } [البقرة: 245] فالحق سبحانه حرَّم الربا في التعامل بين البشر، لكن أحله لنفسه تعالى حين يقترض منهم، وهذا فضل وتكرُّم من الله على الخَلْق في الأولى وفي الآخرة.
وقوله: { لِتُنفِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ .. } [محمد: 38] في كل الوجوه التي يحبها الله في الإنفاق من خَلْقه لخلقه، وهو سبحانه قادر أنْ يغني الجميع فلا يحتاج أحد لأحد، إنما أراد سبحانه أنْ تتواصل القلوب وتتشابك المصالح ويترابط الخَلْق بمشاعر الإيمان، حيث يعطف الغني على الفقير، ولا يحقد الفقير على الغني، وحيث يرحم القوي الضعيف.
لكن لما دعاهم الله للإنفاق كان منهم قسم يبخل { فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ .. } [محمد: 38] وهؤلاء هم الذين لا يفهمون فلسفة التجارة مع الله ولا عاقبة الإنفاق، لا يعرفون أن النفقة بهذا الشكل تزيد المال ولا تنقصه، واقرأ:
{ مَّن ذَا ٱلَّذِي يُقْرِضُ ٱللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَٰعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَٱللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } [البقرة: 245].
الإنفاق في سبيل الله مثل رجل حصد القمح وأدخل المخزن عنده عشرة أرادب مثلاً عندما يأخذ أردباً منها ليزرع به الأرض من جديد، هل يقول أن القمح نقص أردباً؟ لا لأنه سيأخذه مضاعفاً.
إذن: لا تنظر إلى ما يخرج لكن انظر أيضاً إلى ما سيأتي لتكتمل الصورة ويكون الحساب صحيحاً، حتى الربا في تعاملات الناس يعطيك بزياة خمسة أو عشرة في المائة.
أما ربك عز وجل فيعطيك سبعين أو سبعمائة أو أضعاف ذلك، واقرأ:
{ مَّثَلُ ٱلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَٱللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } [البقرة: 261].
لذلك وقف المستشرقون عند حديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"مكتوب على باب الجنة أن الصدقة بعشر أمثالها، والقرض بثمانية عشر" وقالوا: هذا مناقض للقرآن الذي يقرر أن الحسنة بعشر أمثالها، والواقع أنه لا يوجد بينهما تناقض أبداً، لأنني حين أُخرج الدرهم قرضاً يعطيني عشرة منها الدرهم الذي دفعته. إذن: أعطاني تسعة فحين تُضاعف تكون ثمانية عشر.
والحق سبحانه وتعالى لما حثَّنا على القرض علَّمنا كيف نتعامل مع المقترض، فقال:
{ وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ } [البقرة: 280].
فالمرحلة الأولى أنْ تنظره لحين يتيسر له السداد، ثم لك بعد ذلك أن تكمل إحسانك وتتسامح في هذا القرض أو بعضه على سبيل الصدقة، وهذا هو الخير لمن تتوق نفسه إلى معالي الأمور.
ثم في قوله تعالى: { فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ .. } [محمد: 38] إنصاف لأمة محمد صلى الله عليه وسلم وبيان لشرفها، فالكثرة تنفق والقلَّة تبخل، في الأمة مَنْ أنفق كل ماله في سبيل الله، ومَنْ أنفق شطر ماله في سبيل الله.
وقد بلغ البذل والعطاء في هذه الأمة مبلغاً لا مثيل له في التاريخ، حيث كان الأنصاري يقول لأخيه المهاجر: انظر إلى نسائي أيّهن أعجبتْك أطلقها لتتزوجها أنت، مع ما هو معلوم من مكانة المرأة خاصة عند الرجل، لكنها السماحة والتضحية.
وفي المقابل تجد هذا الصحابي المهاجر، وهو سيدنا عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه يرفض هذا العرض السخي ويدعو لأخيه ويقول له: لا يا أخي، بارك الله لك في نسائك، لكن دُلّني على السوق.
وذهب عبد الرحمن إلى السوق وتاجر، حتى كان أغنى صحابة رسول الله، حتى قالوا: إنه لو تاجر في التراب لربح فيه.
وكان عنده ألفُ عبد، وجاء رجل يسأل أحدهم: ما حال ابن عوف فيكم؟ فقال: والله لو أقبلت علينا وهو معنا لا تعرفه من بيننا لأنه يُلبسنا مما يلبس، ويُطعمنا مما يأكل.
فرغم ما ركز في النفس الإنسانية من حب المال وحب التملك إلا أنه يوجد من الناس من جبل على الجود والكرم، يعطي بلا حدود، يعطي عطاء مَنْ لا يخشى الفقر، انظر مثلاً إلى كرم حاتم الطائي وهو يقول لغلامه:

أَوْقِدْ فَإنَّ الليْلَ لَيْلَ قُرّوَالرِّيحُ يَا غُلامُ رِيح صُر
عَلَّ يَرَى نَارَك مَنْ يمُرّإنْ جلبتَ ضَيْفاً فَأنتَ حُر

ويُروى أنه جلس جماعة من القوم في ساحة مكة يتحدثون عن أجود أهل زمانهم، واختلفوا في ذلك، واحد قال: أجودهم سعيد بن سعد بن عُبادة. وآخر قال: بل عبد الله بن جعفر. وآخر قال: عرابة الأوسي في المدينة أجود منهما. وكادوا يقتتلون، فقال رجل عاقل منهم: ابعثوا إلى كل واحد من هؤلاء رجلاً يدخل عليه على أنه عابر سبيل وله حاجة، وانظروا كيف يقابله.
فبعثوا رجلاً إلى عبد الله بن جعفر، فوجده يركب للصيد، وقد وضع رِجْلاً في الركاب والأخرى على الأرض، فقال له: يا ابن بنت رسول الله، عابر سبيل وطالب حاجة فأنزل رجْله من الركاب، وقال له: اركب وهذه حقيبة فيها أربعة آلاف دينار وفيها كسوة كذا وكذا، وفيها سيف علي بن أبي طالب فاحرص عليه.
وذهب آخر لسعيد بن سعد بن عُبادة وطرق الباب فردَّتْ الخادمة: مَنْ؟ قال: عابر سبيل، وطالب حاجة. فقالت: إن صاحب البيت نائم، فماذا تريد؟ فقال: طالب حاجة، فقالت: حاجتُكَ أهون من أنْ أوقظه، والله ما عنده إلا سبعمائة دينار خُذها واذهب إلى معاقل الإبل، واختر لك راحلة وخادماً يخدمها، فلما استيقظ سعيد قالت له: حدث كذا وكذا، فقال: أفعلتِ ذلك؟ قالت: نعم، قال: فأنتِ حرة.
ثم تلاحظ أن الأمر بالنفقة هنا لمن؟ للذين آمنوا خاصة الذين ناداهم:
{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ .. } [محمد: 33] ذلك لشرف الإنفاق ومنزلة وثوابه المضاعف يريد ألاّ يحرم المؤمن نفسه من هذا الخير.
حتى كلمة (نفقة) مأخوذة من سوق نافقة. يعني: رائجة رابحة لأنها تجارة مع الله، فلا تظن أنها تجارة كاسدة خاسرة، نعم سوق أقامها الحق سبحانه بين عباده لحكمة أرادها، فجعل منهم الغني والفقير، والقوي والضعيف، واختبر كلاً منهما بالآخر ليحدث هذه الحركة التكاملية في مجتمع الإيمان.
لذلك قلنا: إن الله تعالى يريد من المؤمن أنْ يعمل على قدر طاقته لا على قدر حاجته، لأنه لو عمل على قدر حاجته وحاجة مَنْ يعول لن يبقى شيء للضعيف الذي لا يقدر على العمل، ثم إن الأيام دُوَل، وقد يصير القوي إلى حال الضعف فيحتاج، أو يصير الغني إلى حال الفقر، عندها يجد مَنْ يعطيه، والإنسان ابن أغيار.
إذن: نستطيع أن نقول: إن الإنفاق الذي أمرنا الله به يمثل التأمين لمستقبل المؤمن، فلا يخاف على نفسه ولا على أولاده من بعده إنْ ألجأتْه الظروف إلى الحاجة، ويكون على ثقة بأن المجتمع المؤمن سيمدُّ له يد العون.
والعجيب في أمر النفقة أن الحق سبحانه لم يعف منها أحداً، فمَنْ لا يقدر على نفقة المال تلزمه نفقة المقال، اقرأ قول الله تعلى:
{ لَّيْسَ عَلَى ٱلضُّعَفَآءِ وَلاَ عَلَىٰ ٱلْمَرْضَىٰ وَلاَ عَلَى ٱلَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى ٱلْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } [التوبة: 91].
فمَنْ كان واجداً وبخل على غير الواجد أنْ ينصحه وأنْ يوقظ غفلته، فإذا لم يفعل كان آثماً، فإذا لم يكُنْ لديه هذا ولا ذاك، شرحها الحق سبحانه في قوله:
{ وَلاَ عَلَى ٱلَّذِينَ إِذَا مَآ أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَآ أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ .. } [التوبة: 92] ماذا يصنعون؟ { تَوَلَّوْا وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ ٱلدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنْفِقُونَ } [التوبة: 92].
فهذا الذي لا يملك شيئاً إلا البكاء والعواطف الجيَّاشة التي تعبر عن شوقه إلى الإنفاق ورغبته فيه، لكنه لا يملك فيكفيه هذه العواطف، وتُحسب له الأعمال بالنيات، وقد يشجعه هذا الموقف على أنْ يسعى ليفعل شيئاً ليعطي أيَّ شيء.
وليحذر الغني أنْ يكون فتنة للفقير حين يمنعه حقه فيتذمر ويعترض على قضاء الله الذي حكم عليه بالفقر وعلى غيره بالغنى، لا تجمع عليه الفقر وعدم الرضا بالقضاء.
واقرأ:
{ وَٱلَّذِينَ يَكْنِزُونَ ٱلذَّهَبَ وَٱلْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَـٰذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ } [التوبة: 34-35].
والعاقل مَنْ خفف حمله يوم تثقل الأحمال على أصحابها، فلا يحملها عنهم أحد، ومن أراد أنْ يُخفِّف عن نفسه فلا أقلَّ من أنْ يعطي الزائد عن حاجته لمَنْ يستحق.
كلمة { فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ .. } [محمد: 38] البخل هو قَبْض اليد عن الإنفاق، وهو عملية حركية تنشأ نتيجة مواجيد راسخة في النفس الإنسانية هي مشاعر الشح التي تدعو صاحبها لعدم الإنفاق.
لذلك قال تعالى:
{ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } [الحشر: 9] أي: يتغلب على هذه الطبيعة فيه، ويكبت جماح نفسه حتى تطاوعه فينفق.
ثم يُبيِّن الحق سبحانه عاقبة البخل: { وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ .. } [محمد: 38] يعني: بخله ناشىء من شُحِّ نفسه، أو يبخل عن نفسه يحرمها ثواب الصدقة والإنفاق ويحرمها مضاعفة الأجر.
إذن: قوله (عن) أعطتنا معنيين: إما بيان مصدر البخل وهو شح النفس، أو بيان عاقبة البخل، وهي حرمان النفس من الثواب لا حرمان أحد آخر.
وقد فهم العلماء العارفون هذه المعنى، فالإمام علي رضي الله عنه لما سُئل: أريد أنْ أعرف أنا من أهل الدنيا أم من أهل الأخرة، قال السائل: الجواب عندك أنت، قال: كيف؟ قال: إذا دخل عليك شخصٌ بهدية وآخر يطلب عطية، فلأيِّهما تبَشُّ وبأيهما تفرح؟
إن كنتَ تفرح بحامل الهدية فأنت من أهل الدنيا، وإنْ كنتَ تفرح بطالب العطية فأنتَ من أهل الآخرة.
لذلك كان بعض الصالحين إذا دخل عليه سائل يقف له ويُرحِّب به ويقول: مرحباً بمَنْ جاء يحمل زادي إلى الآخرة بغير أجرة.
وقوله سبحانه: { وَٱللَّهُ ٱلْغَنِيُّ وَأَنتُمُ ٱلْفُقَرَآءُ .. } [محمد: 38] لأن اليهود قالوا: إن الله فقير ونحن أغنياء، لأنه يقترض منا، فالله يرد عليهم بل الغنى لله، غني في ذاته عن خَلْقه، ويفيض من غناه فيغني الخلق بأنْ يزرع بينهم المودة والرحمة ويُحببهم في النفقة، فلا يتكبر الغنيُّ بغناه، ولا يحقد الفقير على الغني بسبب فقره، فالكل راضٍ يقول: الحمد لله، فكأن الغني كله مصدره الحق سبحانه وتعالى.
ثم يقول سبحانه: { وَإِن تَتَوَلَّوْاْ .. } [محمد: 38] أي: تعرضوا وتمتنعوا عن الإنفاق الذي أمركم الله به، ولا تُصدقوا ما وعدكم الله به من الزيادة، فاعلموا أن الله لن يترك الضعيف والفقير والعاجز عن الكسب، إنما سيستبدلكم بمَنْ هو خير منكم فيستجيبوا لأمر الله وينفقوا على خَلْق الله.
{ وَإِن تَتَوَلَّوْاْ يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُونُوۤاْ أَمْثَالَكُم } [محمد: 38] لا يكونوا أمثالكم في البخل والشح وقَبْض اليد عن العطاء، لأنك عبدي وموظف عندي، فإنْ خالفتني آتي بغيرك يكون أفضل منك، فإذا لم تجد الخير في قوم ستجده في آخرين، وإذا لم تجده في بلد ستجده في بلد أخرى.
ومعلوم أنه لما انتشر الإسلام في المشارق والمغارب كثر أهل الجود في شتى بلاد الإسلام، ولهم في جودهم قصص وحكايات.