خواطر محمد متولي الشعراوي
بهذا القول اتضحت المسألة، ومن قوله { دَعْوَاهُمْ } نفهم أن المسألة ادعاء. ونحن نقول: فلان ادّعى دعوى على فلان، فإما أن يقيم بينة ليثبت دعواه، وإمّا ألاَّ يقيم.
والدعوى تطلق أيضاً على الدعاء: { { وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ ٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } [يونس: 10].
وهنا يقول الحق سبحانه وتعالى:
{ فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَآءَهُمْ بَأْسُنَآ إِلاَّ أَن قَالُوۤاْ إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ } [الأعراف: 5].
ويشرح ربنا هذا الأمر في آيات كثيرة، إنه اعتراف منهم باقترافهم الظلم وقيامهم عليه، فسبحانه القائل: { { وَقَالُواْ لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِيۤ أَصْحَابِ ٱلسَّعِيرِ * فَٱعْتَرَفُواْ بِذَنبِهِمْ فَسُحْقاً لأَصْحَابِ ٱلسَّعِيرِ } [الملك: 10-11].
ويقول الحق بعد ذلك:
{ فَلَنَسْأَلَنَّ ٱلَّذِينَ أُرْسِلَ ... }.