التفاسير

< >
عرض

فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَآ أَخْلَفُواْ ٱللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ
٧٧
-التوبة

خواطر محمد متولي الشعراوي

وقوله سبحانه: { فَأَعْقَبَهُمْ } أي: جعل العاقبة لهذا التصرف؛ أن جعل في قلوبهم النفاق { إِلَىٰ يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ } أي: إلى يوم القيامة. وما دام الله قد قال هذا فمعناه أن الذي عمل مثل هذا العمل، وسئل الصدقة فمنعها وبخل وتولى وأعرض، فهذا إعلام من الله أن هذا الإنسان لا يموت على إيمان أبداً. ولم يمت واحد من هؤلاء على الإيمان، وقد كان هذا العقاب بسبب أنهم أخلفوا الله ما وعدوه فقال سبحانه: { بِمَآ أَخْلَفُواْ ٱللَّهَ مَا وَعَدُوهُ } وكذلك جاءهم العقاب بسبب أنهم: { كَانُواْ يَكْذِبُونَ } فكأن الواحد منهم قد كذب كلمة العهد أولاً، وكذب ثانياً في أنه قال: أهي أخت الجزية؟ مع أنه يعرف أن الزكاة عن المال هي ركن من أركان الإسلام.
ويقول الحق بعد ذلك:
{ أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ ... }.