التفاسير

< >
عرض

وَدَخَلَ مَعَهُ ٱلسِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَآ إِنِّيۤ أَرَانِيۤ أَعْصِرُ خَمْراً وَقَالَ ٱلآخَرُ إِنِّي أَرَانِيۤ أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ ٱلطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ ٱلْمُحْسِنِينَ
٣٦
قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيكُمَا ذٰلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّيۤ إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَهُمْ بِٱلآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ
٣٧
-يوسف

الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم

{ وَدَخَلَ مَعَهُ ٱلسِّجْنَ فَتَيَانِ }: ساقي الملك وخبازه لذنب وهو قصدهما إهلاك الملك بالسمِّ { قَالَ أَحَدُهُمَآ }: الساقي، { إِنِّيۤ أَرَانِيۤ }: في النوم، { أَعْصِرُ خَمْراً }: عنباً، { وَقَالَ ٱلآخَرُ }: الخبَّازُ، { إِنِّي أَرَانِيۤ أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ ٱلطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا }: أخبرنا، { بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ ٱلْمُحْسِنِينَ * قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ }: بتأويل ما ذكرتما، أو بتأويل الطعام الذي يأتيكما،{ قَبْلَ أَن يَأْتِيكُمَا }: بما يؤول إليه مما غاب فهو كمُعجزة عيسى: { وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ } [آل عمران: 49] - آخره وأصل التأويل الخبر عما مضى أي: بيان هيئته وكيفيته، وأراد به دعوتهما إلى الإسلام، ولذا قال: { ذٰلِكُمَا }: العلم، { مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّيۤ }: لا من نحو كهانة، { إِنِّي }: لأني، { تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَهُمْ بِٱلآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ }: أي: أهل مصر، وأراد بالترك ترك إعراض لا ترك انتقال وكذا في نظائره.