التفاسير

< >
عرض

وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ ٱلتَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَىٰ وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ ٱلْمَلاۤئِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنْتُم مُّؤْمِنِينَ
٢٤٨
فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِٱلْجُنُودِ قَالَ إِنَّ ٱللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّيۤ إِلاَّ مَنِ ٱغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا ٱلْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ قَالَ ٱلَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاَقُواْ ٱللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ مَعَ ٱلصَّابِرِينَ
٢٤٩
-البقرة

الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم

{ وَ }: لما طلبوا دليل اصطفائه، { قَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ ٱلتَّابُوتُ }: صُندوقٌ من خشب المشَّمْشَاذِ مُمَوَّه بالذهب، وهو ثلاثةُ أذْرُع في ذراعين، فيه صُورُ الأنبياء، أخذته العمالقة منهم، { فِيهِ }: في التابوت، { سَكِينَةٌ }: اطمئنان، { مِّن رَّبِّكُمْ }: كان فيه أشياء يتيمن بها الخطوب والحُرُوْب، وفي تعيينها خلاف، { وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَىٰ }: عَصَاهث ورُضَاضُ ألواح التوراة، { وَآلُ هَارُونَ }: ثيابهُ، فالآلُ مُقْحمٌ، أو أبناؤهما الأنبياء، { تَحْمِلُهُ ٱلْمَلاۤئِكَةُ }: في الهواء فنظروا إليه حين وضَعَتْه بين يدي طالوت، { إِنَّ فِي ذَلِكَ }: أي: رجوع التابوت، { لآيَةً لَّكُمْ }: في اصطفائه، { إِن كُنْتُم مُّؤْمِنِينَ * فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ }: عَن بلَدِه لقتال العمالقة، وكانوا ثمانين ألفاً، وكان [ثَمّ] حَرٌّ عَظِيْمٌ، { قَالَ }: لهم؛ لأنَّهُ لم يثق بهم، { إِنَّ ٱللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ }: معاملكم عمل مختبر، { بِنَهَرٍ }: بين الأردن وفلسطين، { فَمَن شَرِبَ مِنْهُ }: من النهر، { فَلَيْسَ مِنِّي }: فلا يصحبني ولا يُوَاقف العدو، { وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ }: يذقه، { فَإِنَّهُ مِنِّيۤ إِلاَّ }: استثناء من قوله: { فَمَن شَرِبَ }، { مَنِ ٱغْتَرَفَ غُرْفَةً }: بالفتح للمرة، وبالضَّمّ: ما اغْتُرف، { بِيَدِهِ }: واكتفى بها، { فَشَرِبُواْ مِنْهُ }: بأفواههم كالبهائم، { إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ }: فمن اغترف رُوِيَ وكَفَتْ لإدَاوَتِهِ معجزة، ومن شرب بفيه لم يرو واشتد عطشه، واسْوَدَّتْ شفته، والمغترفون ثلاثمائة وبضعة عشر، { فَلَمَّا جَاوَزَهُ }: النهر، { هُوَ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ }: القليل، { قَالُواْ }: الشَّاربون للمُغْترفين، { لاَ طَاقَةَ لَنَا ٱلْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ }: لكثرتهم، { قَالَ ٱلَّذِينَ يَظُنُّونَ }: يعلمون، { أَنَّهُمْ مُلاَقُواْ ٱللَّهِ } بالموت وهم القليلون، { كَم مِّن فِئَةٍ }: فرقة، { قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ }: بأمر، { ٱللَّهِ وَٱللَّهُ مَعَ ٱلصَّابِرِينَ }: بالعناية.