التفاسير

< >
عرض

وَإِذْ نَجَّيْنَٰكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوۤءَ ٱلْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَآءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَآءَكُمْ وَفِي ذَٰلِكُمْ بَلاۤءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ
٤٩
وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ ٱلْبَحْرَ فَأَنجَيْنَٰكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ
٥٠
وَإِذْ وَٰعَدْنَا مُوسَىٰ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ ٱتَّخَذْتُمُ ٱلْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَٰلِمُونَ
٥١
ثُمَّ عَفَوْنَا عَنكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
٥٢
وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَابَ وَٱلْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ
٥٣
وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَٰقَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِٱتِّخَاذِكُمُ ٱلْعِجْلَ فَتُوبُوۤاْ إِلَىٰ بَارِئِكُمْ فَٱقْتُلُوۤاْ أَنفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ
٥٤
-البقرة

الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم

{ وَ } اذكروا { إِذْ نَجَّيْنَٰكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ } اسم ملك العمالقة أولاد عمليق بن ولاذ بن سام كقول: كسرى وقيصر لملكي الفرس والروم [وفرعون موسى: مُصْعَب بن ريان من بقايا عاد، وفرعون يوسف: رَيَّان، وبينهما أكثر من أربعمائة سنة وسيأتي تحقيقه في المؤمن] { يَسُومُونَكُمْ } يبغونكم أو يرسلون عليكم أو يكلفونكم { سُوۤءَ ٱلْعَذَابِ } أفظعه أو يصرفونكم فيه مرَّة هكذا ومرة هكذا كالسائمة في البرية مِنْ سائمة الأبل في المرعى { يُذَبِّحُونَ } بيانٌ لـ { يَسُومُونَكُمْ } إلى آخره { أَبْنَآءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ } يتركون أحياء { نِسَآءَكُمْ } لسماعه أنه سَيُوْلد منهم من يذهب بملكك { وَفِي ذَٰلِكُمْ } الإنجاء أو صنيعهم { بَلاۤءٌ } نعمةٌ أو منحةٌ { مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ * وَإِذْ فَرَقْنَا } فصلنا مُلتبساً { وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ ٱلْبَحْرَ فَأَنجَيْنَٰكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ } شخصه، أو وفاقاً لما سبق { وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ } غرقهم { وَإِذْ وَٰعَدْنَا مُوسَىٰ } بمعنى وَعَدنا أو للمشاركة؛ لأن موسى واعده المجيء وهو -تعالى- واعده إعطاء التوراة بَعْدَ انقضاء { أَرْبَعِينَ لَيْلَةً } ذا القعدة وعشر ذي الحجة؛ لإعطاء التوراة، خصَّ الليالي بالذكر؛ لأنَّ غُرَرَ الشهر باليالي والعرب في أغلب تواريخها لا تذكر إلا الليل، وأيضاً كان الصوم عندهم بالليل { ثُمَّ ٱتَّخَذْتُمُ ٱلْعِجْلَ } إلهاً { مِن بَعْدِهِ } بعد مضيه { وَأَنْتُمْ ظَٰلِمُونَ * ثُمَّ عَفَوْنَا } مَحَوْنَا الجَرِيمة { عَنكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ } الاتخاذ { لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } لتشكروا { وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَابَ } التوراة { وَٱلْفُرْقَانَ } فَرْق البَحْر، أو عطف تفسير، أي: الفارق بين الحق والباطل { لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } بم { وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ } عابدي العجل { يَٰقَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِٱتِّخَاذِكُمُ ٱلْعِجْلَ } معبوداً { فَتُوبُوۤاْ إِلَىٰ بَارِئِكُمْ } خالقكم عن عبادة مخلوقكم وأصل تركيب "ب.ر.ى" لخصوص شيء عن غيره تقضياً أو إنشاء { فَٱقْتُلُوۤاْ أَنفُسَكُمْ } أي: من لقيتم تماماً لتوبتكم فأصابتهم سحابة سوداء لئلا ينظر بعضهم بعضاً فيرحمه فقتل سبعون ألفاً ثم غفر للقاتل والمقتول { ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ } من العصيان؛ لأنه طُهْرَهٌ من الشرك { فَتَابَ عَلَيْكُمْ } قبل توبتكم { إِنَّهُ هُوَ ٱلتَّوَّابُ } يكثر قبول التوبة كما مرَّ { ٱلرَّحِيمُ } للتّائبين.