التفاسير

< >
عرض

فَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِّن نَّاصِرِينَ
٥٦
وَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَٱللَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلظَّالِمِينَ
٥٧
ذٰلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الآيَاتِ وَٱلذِّكْرِ ٱلْحَكِيمِ
٥٨
إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ ٱللَّهِ كَمَثَلِ ءَادَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ
٥٩
ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُنْ مِّن ٱلْمُمْتَرِينَ
٦٠
-آل عمران

الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم

{ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً فِي ٱلدُّنْيَا }: بالسبي والقتل والجلاء، { وَٱلآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِّن نَّاصِرِينَ * وَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ }: بلا نقص، { وَٱللَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلظَّالِمِينَ }: فكيف ينقصه، { ذٰلِكَ }: المحكيُّ، { نَتْلُوهُ عَلَيْكَ }: حال كونه، { مِنَ الآيَاتِ وَٱلذِّكْرِ ٱلْحَكِيمِ }: المشتمل على الحكم، { إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ }: شأنه الغريب، { عِندَ ٱللَّهِ كَمَثَلِ ءَادَمَ }: في خلقيه بلا أب، { خَلَقَهُ }: أي: قالبه، { مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن }:بشراً، { فَيَكُونُ }: أي: أحياه، فعلى هذا لا يرد أن كن أمر بالتخليق، فيجب تقديمه على الخلق وعلى هذا يكون الضمير راجعاً إلى آدم باعتبار المآل، وعلى الثاني معناه: صيره خلقاً سويّاً، ثم يخبر أني خلقته بأن قلت له: { كُن } لا لتراخي هذا الخبر عن ذلك الخبر، وقد يقال: "ثُمّ" لتراخي الخبر، وهنا شبه الغريب بالأغراب؛ لأن فاقد الأبوين أغرب من فاقد الأب هو، { ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُنْ }: يا محمد أنت مع أمتك، { مِّن ٱلْمُمْتَرِينَ }: الشَّاكِّيْن.