التفاسير

< >
عرض

يٰأَهْلَ ٱلْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ إِلاَّ ٱلْحَقَّ إِنَّمَا ٱلْمَسِيحُ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ ٱللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ ٱنتَهُواْ خَيْراً لَّكُمْ إِنَّمَا ٱللَّهُ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلاً
١٧١
لَّن يَسْتَنكِفَ ٱلْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْداً للَّهِ وَلاَ ٱلْمَلاۤئِكَةُ ٱلْمُقَرَّبُونَ وَمَن يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيهِ جَمِيعاً
١٧٢
-النساء

الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم

{ يٰأَهْلَ ٱلْكِتَابِ }: النصارى أو مع اليهود، { لاَ تَغْلُواْ }: لَا تجاوزوا الحَدَّ { فِي دِينِكُمْ }: في عيسى بلا إفراطٍ ولا تفريطٍ، كما مَرَّ { وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ إِلاَّ ٱلْحَقَّ }: من التنزيه من نحو الولد، { إِنَّمَا ٱلْمَسِيحُ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ ٱللَّهِ وَكَلِمَتُهُ }: أوجده بكلمة "كُنْ" أو حجته، { أَلْقَاهَا }: الكلمة، { إِلَىٰ مَرْيَمَ }: وهو نفخ جبريل في جيب درعها بكلمته حتى ولجت فرجها بمنزلة لقاح الأب الأم أو المراد: نفخ جبريل أو الروح الذي يحيى به الجسد، { وَرُوحٌ }: صَدَر، { مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ }: بلا مادة، { ثَلاَثَةٌ }: آلهتنا، { ٱنتَهُواْ }: الله والمسيح ومريم أو الأقانيم الثلاثة، كما سيجيء، { خَيْراً لَّكُمْ إِنَّمَا ٱللَّهُ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ }: عن التثليث يكن، { أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ }: تنزيهاً له عَنْ، { وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلاً }: ملكاً وخلقاً، فهو غنيٌ عن ولدٍ يكون وكيلهُ { لَّن يَسْتَنكِفَ }: يأنف من نكفته: نحيته، { ٱلْمَسِيحُ }: من، { أَن يَكُونَ عَبْداً للَّهِ وَلاَ ٱلْمَلاۤئِكَةُ ٱلْمُقَرَّبُونَ }: مع أنه لا أب لهم ولا أم وقوتهم فوق البشر، فكيف بضعيف له أم، فلا يلزم تفضيلهم على الأنبياء، إذ أراد بالعطف المبالغة باعتبار القوة وعدم التولد لا العظمة، أيضاً هي رَدٌّ على عَبَدة المسيح، والملك، وَإن سَلّمنا فلا يستلزم تفضيل أحد الجنسين على الآخر مطلقاً، { وَمَن يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ }: والاستنكاف فوق الاستكبار؛ لأنه هو مع أنفه، وهذا من الّلفِّ التقديري، أي: ومن يستنكف، ومن لا يستنكف، { فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيهِ جَمِيعاً }: للمجازاة.