التفاسير

< >
عرض

إِنَّآ أَنزَلْنَا ٱلتَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا ٱلنَّبِيُّونَ ٱلَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلرَّبَّانِيُّونَ وَٱلأَحْبَارُ بِمَا ٱسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ ٱللَّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَآءَ فَلاَ تَخْشَوُاْ ٱلنَّاسَ وَٱخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْكَافِرُونَ
٤٤
وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَآ أَنَّ ٱلنَّفْسَ بِٱلنَّفْسِ وَٱلْعَيْنَ بِٱلْعَيْنِ وَٱلأَنْفَ بِٱلأَنْفِ وَٱلأُذُنَ بِٱلأُذُنِ وَٱلسِّنَّ بِٱلسِّنِّ وَٱلْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلظَّالِمُونَ
٤٥
وَقَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِعَيسَى ٱبْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ ٱلتَوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ ٱلإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ ٱلتَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ
٤٦
وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ ٱلإِنْجِيلِ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَاسِقُونَ
٤٧
-المائدة

الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم

{ إِنَّآ أَنزَلْنَا ٱلتَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى }: إلى الحق، { وَنُورٌ }: يكشف المبهمات، { يَحْكُمُ بِهَا ٱلنَّبِيُّونَ ٱلَّذِينَ أَسْلَمُواْ }: لا كاليهود فإنهم فإنهم لم يسلموا وأنزلناها: { لِلَّذِينَ هَادُواْ وَ }: يحكم بها، { ٱلرَّبَّانِيُّونَ }: الزهاد، { وَٱلأَحْبَارُ بِمَا ٱسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ ٱللَّهِ }: أي بسَبَب أمر الله هؤلاء الثلاثة بحفظ كتابه من التغيير، وأما القرآن فما وقع فيه تغيير إذ لم يكن حفظه إلى غيره، بل قال: { { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا ٱلذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } [الحجر:9] { وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَآءَ }: رقباء؛ لئلا يبدل، { فَلاَ تَخْشَوُاْ ٱلنَّاسَ }: أيها الشهود في إظهار حكم الله كنعت محمد وآية الرجم، { وَٱخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ }: تستبدلوا، { بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً }: حطام الدنيا، { وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ }: عنادا عمدا، { فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْكَافِرُونَ * وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ }: على اليهود، { فِيهَآ أَنَّ ٱلنَّفْسَ }: مقتولة، { بِٱلنَّفْسِ وَٱلْعَيْنَ }: مفقوءة { بِٱلْعَيْنِ وَٱلأَنْفَ }: مجدوع، { بِٱلأَنْفِ وَٱلأُذُنَ }: مصلومة، { بِٱلأُذُنِ وَٱلسِّنَّ }: مَقْلُوعة، { بِٱلسِّنِّ وَٱلْجُرُوحَ قِصَاصٌ }: ذات قصاص، فيما يكن الاقتصاص فيه، { فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ }: بالقصاص بالعفو عنه، { فَهُوَ }: التصدق، { كَفَّارَةٌ لَّهُ }: كل الدية لكل خطاياه، ونصفها لنصفها، وهكذا كما صَحَّ في الحديث، { وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلظَّالِمُونَ * وَقَفَّيْنَا }: اتبعناهم، { عَلَىٰ آثَارِهِم }: أي: النبيين، { بِعَيسَى ٱبْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ ٱلتَوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ ٱلإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ }: كالتوراة، { وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ ٱلتَّوْرَاةِ }: لا تخالفه إلا في قليل، { وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ * وَ }: آتيناه لهم أو قلنا لهم: { لْيَحْكُمْ أَهْلُ ٱلإِنْجِيلِ }: قبل نسخه، { بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فِيهِ }: إليك، { وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَاسِقُونَ }: الخارجون عن طاعته، وصفهم بالكفر لإنكارهم له، ثم بالظلم لحكمهم بخلافه ثم بالفسق لخروجهم عنه.