{ ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه } هذه الآية تعزيةٌ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم، وتسليةٌ له
باختلاف قوم موسى في كتابه { ولولا كلمة سبقت من ربك } بتأخير العذاب عن
قومك { لَقُضي بينهم } لَعُجِّل عقابهم، وفُرِغَ من ذلك { وإنهم لفي شك منه } من
القرآن { مريب } موقعٍ للرِّيبة.
{ وإنَّ كلاًّ } من البرِّ والفاجر، والمؤمن والكافر { لما } يعني: لمَنْ، في قول
الفرَّاء، وفي قول البصريين "ما" زائدة، والمعنى: وإنَّ كلاً { ليوفينهم ربك
أعمالهم } أَيْ: ليتمنَّ لهم جزاء أعمالهم.
{ فاستقم } على العمل بأمر ربك والدُّعاء إليه { كما أمرت } في القرآن { ومن تاب
معك } يعني: أصحابه، أَيْ: وليستقيموا هم أيضاً على ما أُمروا به { ولا تَطْغَوا }
تواضعوا لله ولا تتجبَّروا على أحدٍ { إنه بما تعملون بصير } لا تخفى عليه أعمال
بني آدم.
{ ولا تركنوا إلى الذين ظلموا } لا تُداهنوهم ولا ترضوا بأعمالهم، يعني: الكفَّار
{ فتمسكم النار } فيصيبكم لفحها { وما لكم من دون الله من أولياء } من مانع
يمنعكم من عذاب الله { ثم لا تنصرون } استئنافٌ.