{ ويسبح الرعد } وهو الملك المُوكَّل بالسَّحاب { بحمده } وهو ما يسمع من
صوته، وذلك تسبيحٌ لله تعالى { والملائكة من خيفته } أَيْ: وتُسبِّح الملائكة من
خيفة الله تعالى وخشيته { ويرسل الصواعق } وهي التي تَحْرِق من برق السَّحاب،
وينتشر على الأرض ضوؤُه { فيصيب بها من يشاء } كما أصاب أربد حين جادل
النبيَّ صلى الله عليه وسلم، وهو قوله: { وهم يجادلون في الله } والواو للحال، وكان أربد جادل
النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: أخبرني عن ربِّنا، أمن نحاسٍ أم حديد؟ فأحرقته الصَّاعقة
{ وهو شديد المحال } العقوبة أَي: القوَّة.
{ له دعوة الحق } لله من خلقه الدعوة الحقُّ، وهي كلمة التَّوحيد لا إله إلاَّ الله.
{ والذين يدعون } يعني: المشركين يدعون { من دونه } الأصنام { لا يستجيبون
لهم بشيء إلاَّ كباسط } إلاَّ كما يستجاب للذي يبسط كفيه يشير إلى الماء، ويدعوه
إلى فيه { وما هو ببالغه } وما الماء ببالغ فاه بدعوته إيَّاه { وما دعاء الكافرين }
عبادتهم الأصنام { إلاَّ في ضلال } هلاكٍ وبطلانٍ.
{ ولله يسجد مَنْ في السموات والأرض طوعاً } يعني: الملائكة والمؤمنين
{ وكرهاً } وهم مَنْ أُكرهوا على السُّجود، فسجدوا لله سبحانه من خوف السَّيف،
واللَّفظ عامٌّ والمراد به الخصوص { وظلالهم بالغدو والآصال } كلُّ شخصٍ مؤمنٍ
أو كافرٍ فإنَّ ظلَّه يسجد لله، ونحن لا نقف على كيفية ذلك.