{ ولئن سألتهم من نزل من السماء ماءً فأحيا به الأرض من بعد موتها ليقولنَّ الله قل
الحمد لله } على إنزاله الماء لإِحياء الأرض { بل أكثرهم لا يعقلون } العقل الذي
يعرفون به الحقَّ من الباطل.
{ وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب } لنفادها عن قريب { وإنَّ الدار الآخرة لهي
الحيوان } الحياة الدَّائمة { لو كانوا يعلمون } أنَّها كذلك، ولكنَّهم لا يعلمون.
{ فإذا ركبوا في الفلك } وخافوا الغرق { دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم
إلى البر إذا هم يشركون }.
{ ليكفروا بما آتيناهم } أَيْ: ليجحدوا بما أنعمنا عليهم من إنجائهم، والظَّاهر أنَّ
هذ لام الأمر، أمر التَّهديد، ويدلُّ عليه قوله تعالى: { وليتمتعوا فسوف
يعلمون }.
{ أَوَلَمْ يروا } يعني: أهل مكَّة { أنا جعلنا حرماً آمناً } ذا أمنٍ لا يُغار على أهله
{ ويتخطف الناس من حولهم } بالقتل والنَّهب والسَّبي { أفبالباطل يؤمنون }
يعني: الأصنام { وبنعمة الله } يعني: محمداً صلى الله عليه وسلم والقرآن { يكفرون }.