التفاسير

< >
عرض

ٱلَّذِينَ قَالَ لَهُمُ ٱلنَّاسُ إِنَّ ٱلنَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَٱخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا ٱللَّهُ وَنِعْمَ ٱلْوَكِيلُ
١٧٣
فَٱنْقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ ٱللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوۤءٌ وَٱتَّبَعُواْ رِضْوَانَ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ
١٧٤
إِنَّمَا ذٰلِكُمُ ٱلشَّيْطَـٰنُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ
١٧٥
وَلاَ يَحْزُنكَ ٱلَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي ٱلْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَن يَضُرُّواْ ٱللَّهَ شَيْئاً يُرِيدُ ٱللَّهُ أَلاَّ يَجْعَلَ لَهُمْ حَظّاً فِي ٱلآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ
١٧٦
-آل عمران

{ الذين قال لهم الناس... } الآية. كان أبو سفيان واعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أنْ يوافيه العام المقبل من يوم أُحدٍ بِبَدْرٍ الصُّغرى، فلمَّا كان العام المقبل بعث نعيم بن مسعود الأشجعيِّ ليجبِّن المؤمنين عن لقائه، وهو قوله: { الذين } يعني: المؤمنين { قال لهم الناس } يعني: نعيم بن مسعود { إنَّ الناس } يعني: أبا سفيان وأصحابه { قد جمعوا } [باللطيمة سوق مكة] { لكم فاخشوهم } ولا تأتوهم { فزادهم } ذلك القول { إيماناً } أَيْ: ثبوتاً في دينهم، وإقامةً على نصرة نبيِّهم { وقالوا حسبنا الله } أَيْ: الذي يكفينا أمرهم هو الله { ونِعْمَ الوكيل } أَيْ: الموكول إليه الأمر.
{ فانقلبوا بنعمةٍ من الله وفضل } [ربحٍ] وذلك أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج لذلك الموعد، فلم يلق أحداً من المشركين، ووافقوا السُّوق، وذلك أنَّه كان موضع سوقٍ لهم، فاتَّجروا وربحوا، وانصرفوا إلى المدينة سالمين غانمين، وهو قوله: { لم يمسسهم سوءٌ } أَيْ: قتل ولا جراح { واتبعوا رضوان الله } [إلى بدر الصغرى في طاعته و] في طاعة رسوله. قوله:
{ إنما ذٰلكم الشيطان يُخوِّف أولياءَه } أَيْ: يُخوِّفكم بأوليائه، يعني: الكفَّار { فلا تخافوهم وخافون } في ترك أمري { إن كنتم مؤمنين } مُصدِّقين لوعدي.
{ ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر } أَيْ: في نصرته، وهم المنافقون واليهود والمشركون { إنَّهم لن يضرُّوا الله } أََيْ: أولياءَه ودينه { شيئاً } وإنَّما يعود وبال ذلك عليهم، { يريد الله ألا يجعل لهم حظَّاً } نصيباً { في الآخرة } في الجنَّة.