التفاسير

< >
عرض

وَٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ آلِهَةً لَّعَلَّهُمْ يُنصَرُونَ
٧٤
لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُندٌ مُّحْضَرُونَ
٧٥
فَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ
٧٦
أَوَلَمْ يَرَ ٱلإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ
٧٧
وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَن يُحيِي ٱلْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ
٧٨
قُلْ يُحْيِيهَا ٱلَّذِيۤ أَنشَأَهَآ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ
٧٩
ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ ٱلشَّجَرِ ٱلأَخْضَرِ نَاراً فَإِذَآ أَنتُم مِّنْه تُوقِدُونَ
٨٠
أَوَلَـيْسَ ٱلَذِي خَلَقَ ٱلسَّمَاواتِ وَٱلأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَىٰ وَهُوَ ٱلْخَلاَّقُ ٱلْعَلِيمُ
٨١
إِنَّمَآ أَمْرُهُ إِذَآ أَرَادَ شَيْئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ
٨٢
فَسُبْحَانَ ٱلَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
٨٣
-يس

{ واتخذوا من دون الله آلهة لعلهم ينصرون } يُمنعون من عذاب الله تعالى.
{ لا يستطيعون نصرهم } لا تنصرهم آلهتهم { وهم لهم جند محضرون }. في النار؛ لأنَّ أوثانهم معهم فيها.
{ فلا يحزنك قولهم } فيك بالسُّوء والقبيح. { إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون } فنجازيهم بذلك.
{ أَوَلَمْ ير الإِنسان أنا خلقناه من نطفة } يعني: العاص بن وائل. وقيل: أُبيّ بن خلف { فإذا هو خصيم مبين } جَدِلٌ بالباطل، خاصم النبيَّ صلى الله عليه وسلم في إنكار البعث، وهو قوله:
{ وضرب لنا مثلاً ونسي خلقه } وهو أنَّه قال: متى يُحيي الله العظيم البالي المتفتِّت؟ ونسي ابتداء خلقه؛ لأنَّه لو علم ذلك ما أنكر الإِعادة، وهذا معنى قوله: { قال: مَنْ يُحْيِ العظام وهي رميم } أَيْ: باليةٌ.
{ قل يحييها الذي أنشأها } خلقها { أول مرة وهو بكلّ خلق } من الابتداء والإِعادة { عليم }.
{ الذي جعل لكم من الشجر الأخضر ناراً } يعني: المرخ والعفار، ومنهما زنود الأعراب { فإذا أنتم منه توقدون } تورون النَّار، ثمَّ احتجَّ عليهم بخلق السَّموات والأرض، فقال:
{ أوليس الذي خلق السموات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم } ثمَّ ذكر كمال قدرته فقال:
{ إنما أمره إذا أراد شيئاً } أَيْ: خلق شيءٍ { أن يقول له كن فيكون } ذلك الشَّىء.
{ فسبحان } تنزيهاً لله سبحانه من أن يُوصف بغير القدرة على الإعادة { الذي بيده ملكوت كلِّ شيء } أَيْ: القدرة على كلِّ شيء { وإليه ترجعون } تُردُّون في الآخرة.