{ فلما جاءهم بالحق من عندنا قالوا اقتلوا أبناء الذين آمنوا معه } وذلك أَنَّ فرعون
أمر بإعادة القتل على الذُّكور من أولاد بني إسرائيل لمَّا أتاه موسى عليه السَّلام؛
ليصدَّهم بذلك عن متابعة موسى. { وما كيد الكافرين } مكر فرعون وسوء صنيعه
{ إلاَّ في ضلال } زوالٍ وبطلانٍ وذهابٍ.
{ وقال فرعون } لملَئهِ: { ذروني أقتل موسى وليدع ربه } الذي أرسله إلينا، فيمنعه
{ إني أخاف أن يبدل دينكم } الذين أنتم عليه يبطله { أو أن يظهر في الأرض
الفساد } أو يفسد عليكم دينكم إن لم يبطله، فلمَّا توعَّده بالقتل قال موسى:
{ إني عذت بربي وربكم من كلِّ متكبر لا يؤمن بيوم الحساب }. وقوله:
{ يصبكم بعض الذي يعدكم } قيل: كلُّ الذي يعدكم.
{ يا قوم لكم الملك اليوم ظاهرين في الأرض } هذا من قول مؤمن آل فرعون؛
أعلمهم أنَّ لهم الملك ظاهرين عالين على بني إسرائيل في أرض مصر، ثمَّ
أعلمهم أنَّ عذاب الله لا يدفعه دافع فقال: { فمن ينصرنا من بأس الله } أَيْ: مَنْ
يمنعنا من عذابه { إن جاءنا } ؟ فـ { قال فرعون } حين منع من قتله: { ما أُريكُمْ }
من الرَّأي والنَّصيحة { إلاَّ ما أرى } لنفسي.
{ وقال الذي آمن } يعني: مؤمن آل فرعون: { يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم
الأحزاب } ثمَّ فسَّر ذلك فقال:
{ مثل دأب قوم نوح وعادٍ وثمود والذين من بعدهم } خوَّفهم إن أقاموا على كفرهم
مثل حال هؤلاء حين عذِّبوا، ثمَّ خوَّفهم بيوم القيامة. وهو قوله: