{ قد سألها } أَي: الآيات { قومٌ من قبلكم... } الآية. يعني: قوم عيسى سألوا
المائدة ثمَّ كفروا بها، وقوم صالح سألوا النَّاقة ثمَّ عقروها.
{ ما جعل الله من بحيرة } أَيْ: ما أوجبها ولا أمر بها، والبحيرة: النَّاقة إذا نُتجت
خمسة أبطن شقُّوا أُذنها، وامتنعوا من ركوبها وذبحها { ولا سائبة } هو ما كانوا
يُسيبِّونه لآلهتهم في نذرٍ يلزمهم إنْ شفي مريض، أو قضيت لهم حاجة { ولا
وصيلة } كانت الشَّاة إذا ولدت أنثى فهي لهم، وإن ولدت ذكراً جعلوه لآلهتهم،
وإن ولدت ذكراً وأنثى قالوا: وصلت أخاها فلم يذبحوا الذَّكر لآلهتهم { ولا حامٍ }
إذا نُتجت من صلب الفحل عشرة أبطن قالوا: قد حمى ظهره، فلم يُركب
ولم يُنتفع، وسيِّب لأصنامهم فلا يُحمل عليه { ولكن الذين كفروا يفترون على الله
الكذب } يتقوَّلون على الله الأباطيل في تحريم هذه الأنعام، وهم جعلوها مُحرَّمة
لا الله، { وأكثرهم } يعني: أتباع رؤسائهم الذين سنُّوا لهم تحريم هذه الأنعام،
{ لا يعقلون } أنَّ ذلك كذبٌ وافتراءٌ على الله من الرُّؤساء.
{ وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله } في القرآن من تحليل ما حرَّمتم { قالوا
حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا } من الدِّين { أَوَلوْ كان آباؤهم لا يعلمون شيئاً ولا
يهتدون } مفسَّرة في سورة البقرة.
{ يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم } احفظوها من ملابسة المعاصي والإِصرار
على الذّنوب { لا يضرُّكم مَنْ ضلَّ } من أهل الكتاب { إذا اهتديتم } أنتم { إلى الله
مرجعكم جميعاً } مصيركم ومصير مَنْ خالفكم، { فينبئكم بما كنتم تعملون }
يُجازيكم بأعمالكم.