{ لتجدنَّ } يا محمد { أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود } وذلك أنَّهم ظاهروا
المشركين على المؤمنين حسداً للنبيِّ عليه السَّلام { ولتجدنَّ أقربهم مودة للذين
آمنوا الذين قالوا إنا نصارى } يعني: النَّجاشي ووفده الذين قدموا من الحبشة
على رسول الله صلى الله وعليه وسلم وآمنوا به، ولم يرد جميع النَّصارى { ذلك } [يعني: قرب
المودَّة] { بأنَّ منهم قسيسين ورهباناً } أَيْ: علماء بوصاة عيسى بالإِيمان بمحمَّد
عليه السَّلام { وأنهم لا يستكبرون } عن اتِّباع الحقِّ كما يستكبر اليهود وعبدة
الأوثان.
{ وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول } يعني: النجاشيَّ وأصحابه، قرأ عليهم
جعفر بن أبي طالب بالحبشة { كهعيص } فما زالوا يبكون، وهو قوله: { ترى
أعينهم تَفيضُ من الدمع ممَّا عرفوا من الحق } يريد: الذي نزل على محمَّد وهو
الحقُّ { يقولون ربنا آمنا } وصدَّقنا { فاكتبنا مع الشاهدين } مع أمَّة محمَّد صلى الله عليه وسلم الذين
يشهدون بالحقِّ.
{ ومالنا لا نؤمن بالله } أَيْ: أيُّ شيءٍ لنا إذا تركنا الإِيمان بالله { وما جاءنا من
الحق } أَيْ: القرآن { و } نحن { نطمع أن يدخلنا ربنا } الجنَّة مع أمَّة محمَّد عليه
السَّلام. يعنون: أنَّهم لا شيء لهم إذا لم يؤمنوا بالقرآن، ولا يتحقق طمعهم في
دخول الجنَّة.