{ وكتبنا له في الألواح } يعني: ألواح التَّوراة { من كل شيء } يحتاج إليه في أمر
دينه { موعظة } نهياً عن الجهل { وتفصيلاً لكل شيء } من الحلال والحرام
{ فخذها } أَيْ: وقلنا له: فخذها { بقوة } بجدٍّ وصحِّةٍ وعزيمةٍ { وأمر قومك } أن
{ يأخذوا بأحسنها } أَيْ: بحسنها، وكلُّها حسن { سأريكم دار الفاسقين } يعني:
جهنَّم، أَيْ: ولتكن على ذكرٍ منهم لتحذورا أن تكونوا منهم.
{ سأصرف عن آياتي } يعني: السَّموات والأرض. أصرفهم عن الاعتبار بما فيها
{ الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق } يعني: المشركين. يقول: أعاقبهم
بحرمان الهداية { وإن يروا سبيل الرشد } الهدى والبيان الذي جاء من الله
{ لا يتخذوه سبيلاً } ديناً { وإن يروا سبيل الغي } طاعة الشَّيطان { يتخذوه سبيلاً }
ديناً { ذلك } فعل الله بهم { بأنهم كذبوا بآياتنا } جحدوا الإِيمان بها { وكانوا عنها
غافلين } غير ناظرين فيها، ولا معتبرين بها.
{ والذين كذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة } يريد: الثَّواب والعقاب { حبطت أعمالهم }
ضلَّ سعيهم { هل يجزون إلاَّ ما } أَيْ: جزاء ما { كانوا يعملون }.
{ واتخذ قوم موسى من بعده } أَيْ: من بعد انطلاقه إلى الجبل { من حليِّهم } التي
بقيت في أيديهم ممَّا استعاروه من القبط { عجلاً جسداً } لحماً ودماً { له خوار }
صوتٌ { الم يروا } يعني: قوم موسى { أنه } أنَّ العجل { لا يكلَِّمهم ولا يهديهم
سبيلاً } لا يرشدهم إلى دينٍ { اتخذوه } أَيْ: إلهاً ومعبوداً { وكانوا ظالمين } مشركين.