{ واسألهم } يعني: سؤال توبيخٍ وتقريرٍ { عن القرية } وهي أيلة { التي كانت
حاضرة البحر } مُجاورته { إذ يعدون في السبت } يظلمون فيه بصيد السَّمك { إذ
تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعاً } ظاهرة على الماء { ويوم لا يسبتون } لا يفعلون
ما يفعل في السَّبت. يعني: سائر الأيام { لا تأتيهم } الحيتان { كذلك } مثل هذا
الاختبار الشَّديد { نبلوهم } نختبرهم { بما كانوا يفسقون } بعصيانهم الله، أَيْ:
شدَّدتُ عليهم المحنة لفسقهم، ولمَّا فعلوا ذلك صار أهل القرية ثلاث فرق: فرقةٌ
صادت وأكلت، وفرقةٌ نهت وزجرت، وفرقةٌ أمسكت عن الصَّيد، وهم الذين قال
الله تعالى:
{ وإذ قالت أمة منهم } قالوا للفرقة النَّاهية { لم تعظون قوماً الله ملهلكهم } لاموهم
على موعظة قوم يعلمون أنَّهم غير مُقلعين، فقالت الفرقة النَّاهية للذين لاموهم:
{ معذرة إلى ربكم } أَي: الأمر بالمعروف واجبٌ علينا، فعلينا موعظة هؤلاء عذراً
إلى الله { ولعلهم يتقون } فيتركون الصَّيد في السَّبت.
{ فلما نسوا ما ذكروا به } تركوا ما وُعظوا به { أنجينا الذين ينهون عن السوء
وأخذنا الذين ظلموا } اعتدوا في السَّبت { بعذاب بئيس } شديدٍ، وهو المسخ
جزاءً لفسقهم وخروجهم عن أمر الله.