{ يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة } جماعةً كافرةً { فاثبتوا } لقتالهم ولا تنهزموا
{ واذكروا الله كثيراً } ادعوه بالنَّصر عليهم { لعلكم تفلحون } كي تسعدوا وتبقوا
في الجنة، فإنَّهما خصلتان؛ إمَّا الغنيمة؛ وإمَّا الشَّهادة.
{ وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا } ولا تختلفوا { فتفشلوا } تجبنوا { وتذهب
ريحكم } جَلَدكم وجرأتكم ودولتكم.
{ ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم } يعني: النَّفير { بطراً } طُغياناً في النِّعمة،
للجميل مع إبطان القبيح { ويصدون عن سبيل الله } لمعاداة المؤمنين وقتالهم
{ والله بما يعملون محيط } عالم فيجازيهم به.
{ وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم... } الآية. وذلك أنَّ قريشاً لمَّا أجمعت المسير
خافت كنانة وبني مدلج لطوائلَ كانت بينهم، فتبدَّى لهم إبليس [في جنده] على
صورة سُراقة بن مالك بن جعشم الكنانيِّ ثمَّ المدلجيِّ، فقالوا له: نحنُ نريد قتال
هذا الرَّجل، ونخاف من قومك، فقال لهم: أنا جارٌ لكم، أَيْ: حافظٌ من
قومي، فلا غالب لكم اليوم من النَّاس { فلما تراءت الفئتان } التقى الجمعان
{ نكص على عقبيه } رجع مولياً، فقيل له: يا سراقة، أفراراً من غير قتال؟! فقال:
{ إني أرى ما لا ترون } وذلك أنَّه رأى جبريل مع الملائكة جاؤوا لنصر المؤمنين
{ إني أخاف الله } أن يهلكني فيمن يهلك { والله شديد العقاب }.