{ كالذين من قبلكم } أَيْ: فعلتم كأفعال الذين من قبلكم { فاستمتعوا بخلاقهم }
رضوا بنصيبهم من الدُّنيا، ففعلتم أنتم أيضاً مثل ما فعلوا { وخضتم } في الطَّعن
على النبيِّ صلى الله عليه وسلم كما خاضوا في الطَّعن على أنبيائهم { أولٰئك حبطت أعمالهم في
الدنيا والآخرة } لأنَّها لا تُقبل منهم ولا يُثابون عليها.
{ أَلَمْ يأتيهم نبأ الذين من قبلهم } ألم يأتهم خبر الذين أُهلكوا في الدُّنيا بذنوبهم،
فيتَّعظوا، ثم ذكرهم { قوم نوحٍ وعاد وثمود وقوم إبراهيم } يعني: نمروذ
{ وأصحاب مدين } قوم شعيب { والمؤتَفِكاتِ } وأصحاب المؤتفكات، وهي قرى
قوم لوط { فما كان الله ليظلمهم } ليعذِّبهم قبل بعث الرَّسول { ولكن كانوا أنفسهم
يظلمون } بتكذيب الرُّسل.
{ والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض } في الرَّحمة والمحبَّة { يأمرون
بالمعروف } يدعون إلى الإِسلام { وينهون عن المنكر } الشِّرك بالله. الآية.
{ وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها
ومساكن طيبة } يريد قصور الزَّبرجد والدُّرِّ والياقوت { في جنات عدن } هي قصبة
الجنَّة وسقفُها عرش الرَّحمن { ورضوان من الله أكبر } ممَّا يوصف.
{ يا أيها النبيُّ جاهد الكفار } بالسَّيف { والمنافقين } باللِّسان والحُجَّة { واغلظ
عليهم } يريد شدَّة الانتهار، والنَّظر بالبغضة والمقت.