التفاسير

< >
عرض

ٱلَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ ٱلْقَوْلَ فَيَـتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ هَدَاهُمُ ٱللَّهُ وَأُوْلَـٰئِكَ هُمْ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ
١٨
أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ ٱلْعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي ٱلنَّارِ
١٩
لَـٰكِنِ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ وَعْدَ ٱللَّهِ لاَ يُخْلِفُ ٱللَّهُ ٱلْمِيعَادَ
٢٠
أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي ٱلأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِـيجُ فَـتَرَاهُ مُصْفَـرّاً ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَاماً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَىٰ لأُوْلِي ٱلأَلْبَابِ
٢١
أَفَمَن شَرَحَ ٱللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِّن ذِكْرِ ٱللَّهِ أُوْلَـٰئِكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ
٢٢
ٱللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ ٱلْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ ٱلَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ ٱللَّهِ ذَلِكَ هُدَى ٱللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَآءُ وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ
٢٣
أَفَمَن يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوۤءَ ٱلْعَذَابِ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ
٢٤
كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَأَتَاهُمُ ٱلْعَـذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ
٢٥
فَأَذَاقَهُمُ ٱللَّهُ ٱلْخِزْيَ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَلَعَذَابُ ٱلآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ
٢٦
وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ
٢٧
قُرْآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ
٢٨
ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً رَّجُلاً فِيهِ شُرَكَآءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً ٱلْحَمْدُ للَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ
٢٩
إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَّيِّتُونَ
٣٠
ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ
٣١
فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ علَى ٱللَّهِ وَكَذَّبَ بِٱلصِّدْقِ إِذْ جَآءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ
٣٢
وَٱلَّذِي جَآءَ بِٱلصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُتَّقُونَ
٣٣
لَهُم مَّا يَشَآءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَآءُ ٱلْمُحْسِنِينَ
٣٤
لِيُكَـفِّرَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ ٱلَّذِي عَمِلُواْ وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ٱلَّذِي كَـانُواْ يَعْمَلُونَ
٣٥
أَلَيْسَ ٱللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِٱلَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْـلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَـادٍ
٣٦
وَمَن يَهْدِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّضِلٍّ أَلَيْسَ ٱللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي ٱنتِقَامٍ
٣٧
وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ ٱللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ ٱللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّـلُ ٱلْمُتَوَكِّلُونَ
٣٨
قُلْ يٰقَوْمِ ٱعْمَلُواْ عَلَىٰ مَكَانَتِكُـمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ
٣٩
مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ
٤٠
إِنَّآ أَنزَلْنَا عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ لِلنَّـاسِ بِٱلْحَقِّ فَـمَنِ ٱهْتَـدَىٰ فَلِنَفْسِهِ وَمَن ضَـلَّ فَإنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَآ أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِـيلٍ
٤١
ٱللَّهُ يَتَوَفَّى ٱلأَنفُسَ حِينَ مَوْتِـهَا وَٱلَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِـهَا فَيُمْسِكُ ٱلَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا ٱلْمَوْتَ وَيُرْسِلُ ٱلأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
٤٢
أَمِ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ شُفَعَآءَ قُلْ أَوَلَوْ كَـانُواْ لاَ يَمْلِكُونَ شَيْئاً وَلاَ يَعْقِلُونَ
٤٣
قُل لِلَّهِ ٱلشَّفَاعَةُ جَمِيعاً لَّهُ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
٤٤
وَإِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَحْدَهُ ٱشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ ٱلَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ
٤٥
قُلِ ٱللَّهُمَّ فَاطِرَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ عَالِمَ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ
٤٦
وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ مَا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لاَفْتَدَوْاْ بِهِ مِن سُوۤءِ ٱلْعَذَابِ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُمْ مِّنَ ٱللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُواْ يَحْتَسِبُونَ
٤٧
وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَـسَبُواْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ
٤٨
فَإِذَا مَسَّ ٱلإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِّنَّا قَالَ إِنَّمَآ أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ
٤٩
قَدْ قَالَهَا ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَمَآ أَغْنَىٰ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ
٥٠
فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُواْ وَٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْ هَـٰؤُلاَءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُواْ وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ
٥١
أَوَلَمْ يَعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ
٥٢
قُلْ يٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ
٥٣
وَأَنِـيبُوۤاْ إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُواْ لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ ٱلْعَذَابُ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ
٥٤
وَٱتَّبِعُـوۤاْ أَحْسَنَ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُـمْ مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُـمُ ٱلْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ
٥٥
أَن تَقُولَ نَفْسٌ يٰحَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطَتُ فِي جَنبِ ٱللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ ٱلسَّاخِرِينَ
٥٦
أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ ٱللَّهَ هَدَانِي لَكُـنتُ مِنَ ٱلْمُتَّقِينَ
٥٧
أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى ٱلْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَـرَّةً فَأَكُونَ مِنَ ٱلْمُحْسِنِينَ
٥٨
بَلَىٰ قَدْ جَآءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَٱسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ ٱلْكَافِرِينَ
٥٩
وَيَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ تَرَى ٱلَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى ٱللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ
٦٠
وَيُنَجِّي ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوْاْ بِمَفَازَتِهِمْ لاَ يَمَسُّهُمُ ٱلسُّوۤءُ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ
٦١
ٱللَّهُ خَالِقُ كُـلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ
٦٢
لَّهُ مَقَالِيدُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِـآيَاتِ ٱللَّهِ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْخَاسِرُونَ
٦٣
قُلْ أَفَغَيْرَ ٱللَّهِ تَأْمُرُونِّيۤ أَعْبُدُ أَيُّهَا ٱلْجَاهِلُونَ
٦٤
وَلَقَدْ أُوْحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ ٱلْخَاسِرِينَ
٦٥
-الزمر

النهر الماد

{ فَيَـتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ } ثناء عليهم بنفوذ بصائرهم وتمييزهم والذين مبتدأ خبره أولئك وما بعده.
{ أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ ٱلْعَذَابِ } قيل نزلت في أبي جهل أي نفذ عليه الوعيد بالعذاب والظاهر أنها جملة مستقلة ومن موصولة مبتدأ والخبر محذوف تقديره يتأسف عليه ولما ذكر حال الكفار في النار وان الخاسرين لهم ظلل ذكر حال المؤمنين وناسب الاستدراك هنا إذ هو واقع بين الكافرين فقال لكن الذين اتقوا وفي ذلك حض على التقوى لهم علالي مرتفعة فوقها علالي مبنية أي بناء المنازل التي سويت على الأرض والضمير في من تحتها عائد على الجمعين أي من تحت الغرف السفلى والغرف العليا لا تفاوت بين أعلاها وأسفلها وانتصب وعد الله على المصدر المؤكد لمضمون الجملة قبله إذ تضمنت معنى الوعد.
{ أَلَمْ تَرَ } خطاب للسامع وتوقيف.
{ فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ } أي أدخله مسالك وعيوناً والظاهر أن ماء العيون هو من ماء المطر تحبسه الأرض ويخرجه شيئاً فشيئاً.
{ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً } ذكر منته تعالى علينا بما تقوم به معيشتنا.
{ مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ } من أحمر وأصفر وأخضر وأبيض وشمل لفظ الزرع جميع ما يزرع من مقتات وغيره.
{ ثُمَّ يَهِـيجُ } يقارب التمام.
{ فَـتَرَاهُ مُصْفَـرّاً } أي زالت خضرته ونضارته.
{ إِنَّ فِي ذَلِكَ } أي فيما ذكر من إنزال المطر وإخراج الزرع به وانقلابه إلى حال الحطامية.
{ لَذِكْرَىٰ } أي لتذكيراً وتنبيهاً على حكمة فاعل ذلك وقدرته.
{ أَفَمَن شَرَحَ ٱللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ } نزلت في حمزة وعلي رضي الله عنهما ومن مبتدأ وخبره محذوف يدل عليه فويل للقاسية تقديره كالقاسي المعرض عن الإِسلام وأبو لهب وابنه كانا من القاسية قلوبهم وشرح الصدر استعارة عن قبوله للإِيمان والخير والنور الهداية وفي الحديث
"كيف انشراح الصدر قال: إذا دخل النور القلب انشرح وانفسح قلنا ما علامة ذلك قال: الإِنابة إلى دار الخلود والتجافي في دار الغرور والتأهب للموت قبل الموت" .
{ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ } إذا ذكر الله عندهم قست قلوبهم.
{ أُوْلَـٰئِكَ } أي القاسية قلوبهم.
{ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } أي في حيرة واضحة لا تخفى.
{ ٱللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ ٱلْحَدِيثِ } عن ابن عباس أن قوماً من الصحابة قالوا: يا رسول الله حدّثنا بأحاديث حسان وأخبار الدهر فنزل الله نزل أحسن الحديث ومتشابهاً مطلق في مشابهة بعضه بعضاً فمعانيه متشابهة لا تناقض فيها ولا تعارض وألفاظه في غاية الفصاحة والبلاغة والتناسب بحيث أعجزت الفصحاء والبلغاء ومثاني جمع مثنى ومعناه موضع تثنية القصص والأحكام والعقائد والوعد والوعيد والظاهر حمل القشعريرة على الحقيقة إذ هو موجود عند الخشية محسوس يدركه الإِنسان من نفسه وهو حاصل من التأثر القلبي والمعنى أنه حين يسمعونه يتلى ما فيه من آيات الوعيد تعتريهم خشية تنقبض منها جلودهم ثم إذا ذكروا الله تعالى ورحمته لانت جلودهم أي زال عنها ذلك التقبض الناشىء عنه خشية القلوب بزوال الخشية عنه وضمن تلين معنى تطمئن جلودهم لينة غير منقبضة وقلوبهم راجية أي غير خاشية ولذلك عاداه بإِلى وكان في ذكر القلوب في هذه الجملة دليل على تأثرها عند السماع فاكتفى بقشعريرة الجلود عن ذكر خشية القلوب لقيام المسبب مقام السبب فلما ذكر اللين ذكرهما وفي ذكر اللين ذكرهما وفي ذكر اللين دليل على المحذوف الذي هو رحمة الله وقال ابن عباس بن عبد المطلب قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"من أقشعر جلده من خشية الله تحاثت عنه ذنوبه كما يتحاث عن الشجرة اليابسة ورقها" .
{ أَفَمَن يَتَّقِي } أي يستقبل والظاهر حمل بوجهه على الحقيقة لما كان يلقى في النار مغلولة يداه إلى رجليه مع عنقه لم يكن له ما يتقي به النار إلا وجهه قيل يجر على وجهه في النار ويجوز أن يعبر بالوجه عن الجملة وفي قوله: { أَفَمَن شَرَحَ ٱللَّهُ } حذف المذموم وهو القاسي القلب وهنا حذف الممدوح المنعم في الجنة، ولما ذكر تعالى أنه ضرب في القرآن من كل مثل أي محتاج إليه ضرب هنا مثلاً لعابد آلهة كثيرة ومن يعبد الله وحده ومثل برجل مملوك اشترك فيه ملاك سيئوا الأخلاق فهو لا يقدر أن يوفي كل واحد منهم مقصوده إذ لا يتعاض بعضهم لبعض بمشاحتهم وطلب كل منهم أن يقضي حاجته على التمام والكمال فلا يزال في عناء وتعب ولوم من كل منهم ورجل آخر مملوك جميعه لرجل واحد فهو معني بشغله لا يشغله عنه شىء ومالكه راض عنه إذ قد خلص لخدمته وبذل جهده في قضاء حوائجه فلا يلقى من سيده إلا إحساناً وتقدم الكلام عليه في ضرب المثل وما بعده.
{ إِنَّكَ مَيِّتٌ } خطاب للرسول صلى الله عليه وسلم ويدخل معه أمته في ذلك.
{ وَإِنَّهُمْ } عائد على الكفار ثم قال:
{ ثُمَّ إِنَّكُمْ } خطاب للجميع.
{ تَخْتَصِمُونَ } بين يديه يوم القيامة وهو الحكم العدل فيتميز المحق من المبطل.
{ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ علَى ٱللَّهِ } الآية هذا تفسير وبيان للذين يكون بينهم الخصومة وهذا يدل على أن الإِختصام السابق يكون بين المؤمنين والكافرين والمعنى لا أحد في المكذبين أظلم ممن افترى على الله الكذب فنسب إليه الولد والصاحبة والشريك وحرم وحلل من غير أمر الله تعالى.
{ وَكَذَّبَ بِٱلصِّدْقِ } وهو ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء اي وقت مجيئه فاجأه بالتكذيب من غير فكر ولا ارتياء ولا نظر بل وقت مجيئه كذب به ثم توعدهم توعداً فيه احتقارهم على جهة التوقيف وللكافرين مما قام فيه الظاهر مقام المضمر أي مثوى لهم وفيه تنبيه على علة كذبهم وتكذيبهم وهو الكفر.
{ وَٱلَّذِي جَآءَ بِٱلصِّدْقِ } معادل لقوله فمن أظلم.
{ وَصَدَّقَ بِهِ } مقابل لقوله وكذب بالصدق والذي جنس كأنه قال: والفريق الذي جاء بالصدق ويدل عليه أولئك هم المتقون فجمع كما أن المراد بقوله: فمن أظلم يريد به جمع ولذلك قال: مثوى للكافرين.
{ أَلَيْسَ ٱللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ } قالت قريش لئن لم ينته محمد عن تعييب آلهتنا لنسلطها عليه فتصيبه بخبل أو تعتريه بسوء فأنزل تعالى: { أَلَيْسَ ٱللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ } أي شر من يريد بشر والهمزة الداخلة على النفي للتقرير أي هو كاف عبده وفي إضافته إليه تشريف عظيم لنبيه صلى الله عليه وسلم.
{ وَيُخَوِّفُونَكَ بِٱلَّذِينَ مِن دُونِهِ } وهي الأصنام ولما بعث خالداً إلى كسر العزى قال له سادنها إني أخاف عليك منها فلها قوة لا يقوم لها شىء فأخذ خالد الفاس فهشم وجهها ثم انصرف.
وفي قوله: { وَيُخَوِّفُونَكَ } تهكم بهم لأنهم خوفوه ما لا يقدر على نفع ولا ضرر.
وقرىء: بكافي عبده على الإِضافة ويكافي عباده مضارع كما في ونصب عباده فاحتمل أن يكون مفاعلة من الكفاية كقولك: يجازي في يجزي وهو أبلغ من كفر لبنائه على لفظ المبالغة وهو الظاهر لكثرة تردّد هذا المعنى في القرآن كقوله:
{ فَسَيَكْفِيكَهُمُ ٱللَّهُ } [البقرة: 137] ويحتمل أن يكون مهزوماً من المكافأة وهي المجازاة أي يجزهم أجرهم ولما كان تعالى كافي عبده كان التخويف بغيره عبثاً باطلاً ولما اشتملت الآية على مهتدين وضالين أخبر أن ذلك كله هو فاعله ثم قال:
{ أَلَيْسَ ٱللَّهُ بِعَزِيزٍ } أي غالب منيع.
{ ذِي ٱنتِقَامٍ } وفيه وعيد لقريش ووعد المؤمنين ولما أقروا بالصانع وهو الله تعالى أخبرهم أنه تعالى هو المتصرف في نبيه بما أراد وأن تلك الأصنام التي يدعونها آلهة من دونه لا تكشف ضراً ولا تمسك رحمة أي صحة واسعة في الرزق ونحو ذلك وأرأيتم هنا جارية على وصفها تعدت إلى مفعولها الأول وهو ما يدعون وجاء المفعول الثاني جملة استفهامية وفيها العائد على ما وهو لفظ من وأنث تحقيراً لها وتعجيزاً وتضعيفاً وكان فيها من سمى تسمية الإِناث كالعزى ومنات اللات وأضاف إرادته الضر أي نفسه والرحمة إليها لأنهم خوفوه معرتها واستسلف منهم الإِقرار بأن خالق العالم هو الله ثم استخبرهم عن أصنامهم هل تدفع شراً أو تجلب خيراً وقرىء: كاشفات وممسكات على الإِضافة وعلى الأعمال ولما تقرر أنه تعالى كافيه وأن أصنامهم لا تضر ولا تنفع أمره تعالى أن يعلم أنه هو حسبه أي كافيه والجواب في هذا الاستخبار محذوف والتقدير فإِنهم سيقولون لا تقرر على شيء من ذلك.
{ قُلْ يٰقَوْمِ } تقدّم الكلام عليه.
{ ٱللَّهُ يَتَوَفَّى ٱلأَنفُسَ حِينَ مَوْتِـهَا } لما ذكر تعالى أنه أنزل الله الكتاب على رسوله بالحق للناس نبه على آية من آياته تدل على وحدانيته لا يشركه في ذلك صنم ولا غيره فقال الله يتوفى الأنفس والأنفس هي الأرواح.
قال ابن عباس: الروح لها تدبير عالم الحياة والنفس لها تدبير عالم الإِحساس ومعنى يتوفى الأنفس يميتها.
{ وَٱلَّتِي } أي والأنفس التي.
{ لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِـهَا } أي يتوافاها حين تنام تشبيهاً للنوم بالأموات ومنه هو الذي يتوفاكم بالليل فبين الميت والنائم قدر مشترك وهو كونهما لا بميزان ولا يتصرفان فيمسك من قضى عليها الموت الحقيقي فلا يردها في وقتها حية ويرسل النائمة لجسدها إلى أجل ضربة لموتها.
{ قُل لِلَّهِ ٱلشَّفَاعَةُ جَمِيعاً } فهو مالكها يأذن فيها لمن يشاء ثم أتى بعام وهو له ملك السماوات والأرض فاندرج فيه ملك الشفاعة ولما كانت الشفاعة من غيره موقوفة على اذنه كانت الشفاعات كلها له تعالى.
{ وَإِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَحْدَهُ } أي مفرداً بالذكر ولم يذكر معه آلهتهم وقيل إذا قيل لا إله إلا الله.
{ وَإِذَا ذُكِرَ ٱلَّذِينَ مِن دُونِهِ } وهي الأصنام والاشمئزاز والاستبشار متقابلان غاية لأن الاشمئزاز امتلاء القلب غماً وغيظاً فيظهر أثره وهو الانقباض في الوجه والاستبشار امتلاؤه سروراً فيظهر أثره وهو الإِنبساط والتهلل في الوجه.
قال الزمخشري: فإِن قلت العامل في وإذا قلت العامل في إذا الفجائية تقديره وقت ذكر الذين من دونه فاجاؤوا وقت الاستبشار "انتهى" ما قاله الزمخشري لا أعلمه من قول من ينتمي للنحو وهو أن الظرفين معمولان لفاجاؤوا ثم إذا الأولى تنتصب على الظرف والثانية على المفعول به.
{ وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ } تقدم الكلام عليه.
{ وَبَدَا لَهُمْ مِّنَ ٱللَّهِ } أي كانت ظنونهم في الدنيا متفرقة على حسب ضلالاتهم وتخيلاتهم فيما يعتقدونه فإِذا عاينوا العذاب يوم القيامة ظهر لهم خلاف ما كانوا يظنون وما كان في حسابهم.
{ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ } أي جزاء ما كانوا وما فيما كسبوا يحتمل أن تكون بمعنى الذي أي سيئات أعمالهم وأن تكون مصدرية أي سيئات كسبهم والسيئات أنواع العذاب سميت سيئات كما قال
{ { وَجَزَآءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا } [الشورى: 40].
{ فَإِذَا مَسَّ ٱلإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا } الآية، تقدم في غير آية كون الإِنسان إذا مسه الضر التجأ إلى الله تعالى مع اعتقادهم الأوثان وعبادتها فإِذا أصابتهم شدة نبذوها ودعوا رب السماوات والأرض وهذا يدل على تناقض آرائهم وشدة اضطرابها.
{ وَٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْ هَـٰؤُلاَءِ } إشارة إلى مشركي قريش.
{ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُواْ } جاء بسين التي هي أقل تنفيساً في الزمان من سوف وهو خبر غيب أبرزه الوجود في يوم بدر وغيره قتل رؤساؤهم حبس عنهم الرزق فلم يمطروا سبع سنين ثم بسط لهم فمطروا سبع سنين فقيل لهم أو لم يعلموا أنه لا قابض ولا باسط إلا الله وحده لا شريك له.
{ قُلْ يٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسْرَفُواْ } نزلت في وحشي قاتل حمزة أو في قوم آمنوا عياش بن أبي ربيعة والوليد بن الوليد ونفر معهما ففتنتهم قريش فاقتنعوا وظنوا أن لا توبة لهم فكتب عمر بهذه الآية ومناسبتها لما قبلها أنه تعالى لما شدد على الكفار وذكر ما أعد لهم من العذاب وأنهم لو كان لأحدهم ما في الأرض ومثله معه لافتدى به من عذاب الله ذكر ما في إحسانه من غفران الذنوب إذا آمن العبد ورجع إلى الله تعالى وكثيراً تأتي آيات الرحمة مع آيات النقمة ليرجو العبد ويخاف وهذه الآية عامة في كل كافر يتوب ومؤمن عاص يتوب تمحو التوبة ذنبه وقال عبد الله وغيره هذه أرجى آية في كتاب الله تعالى.
{ إِنَّ ٱللَّهَ يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعاً } عام يراد به ما سوى الشرك وفي قوله: يا عبادي بإِضافتهم إليه وندائهم إقبال وتشريف وأسرفوا على أنفسهم أي بالمعاصي والمعنى أن ضرر تلك الذنوب إنما هو عائد عليهم والنهي عن القنوط يقتضي الأمر بالرجاء وإضافة الرحمة إلى الله تعالى التفات من ضمير التكلم إلى الإِسم الغائب لأن في إضافتها إليه سعة الرحمة إذا أضيفت إلى الله تعالى الذي هو أعظم الأسماء لأنه العالم المحتوي على معاني جميع الأسماء ثم أعاد الإِسم الأعظم وأكد الجملة بأن مبالغة في الوعد بالغفران ثم وصف نفسه بما سبق في الجملتين من الرحمة والغفران بصفتي المبالغة وأكد بلفظ هو المقتضي عند بعضهم الحصر ولما كانت هذه الآية فيها فسحة عظيمة للمسرف أتبعها بأن الإِنابة وهي الربوع مطلوبة مأمور بها ثم توعد من لم يتب بالعذاب حتى لا يبقى المرء كالمهمل من الطاعة والمتكل على الغفران دون إنابة.
{ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يٰحَسْرَتَا } المؤلف منقلبة عن ياء المتكلم وأصله يا حسرتي كما قالوا في يا غلامي يا غلاما فقلبوا الياء ألفاً والجنب الجانب ومستحيل على الله تعالى الجارحة فإِضافة الجنب إليه مجاز.
{ لَمِنَ ٱلسَّاخِرِينَ } لم يكفه أن ضيع طاعة الله تعالى حتى سخر من أهلها ولما كان قوله: لو أن الله هداني وجوابه متضمناً نفى الهداية كأنه قال: ما هداني فقيل له بلى قد جاءتك آياتي مرشدة لك فكذبت.
{ فَأَكُونَ } يجوز أن يكون جواب وقد أشربت معنى التمني كأنه قيل تمنيت أن لي كرة فأكون من المحسنين ويجوز أن يكون معطوفاً على كرة كأنه قيل فلو أن لي كرة فكونا من المحسنين ويكون جواب لو محذوف تقديره لنجوت.
قال ابن عطية وحق بلى أن تجيء بعد نفي عليه تقرير وقوله بلى جواب لنفي مقدر كان النفس قالت فعمري في الدنيا لم يتسع للنظر أو قالت: فإِن لم يتبين لي الأمر في الدنيا ونحو هذا انتهى.
ليس حق بلى ما ذكر بل حقها ان تكون جواب نفي ثم حمل التقرير على النفي ولذلك لم يحمله عليه بعض العرب وأجابه بنعم سيبويه نفسه إن أجاب التقرير بنعم اتباعاً لبعض العرب وكذبهم على الله تعالى نسبتهم إليه الباب والصاحبة والولد وشرعهم ما لم يأذن به الله والظاهر أنه عام في الكاذبين على الله تعالى والرؤية هنا من رؤية البصر ووجوههم مسودة جملة في موضع الحال وفيها رد على الزمخشري إذ زعم أن حذف الواو من الجملة الإِسمية المشتملة على ضمير ذي الحال شاذ وتبع في ذلك الفراء وقد أعرب هو هذه الجملة حالاً فكأنه رجع عن مذهبه ذلك وقرىء: وجوههم مسودّة بنصبهما فهو بدل من الذين ومسودة حال كأنه قيل وقرىء وجوه الذين كذبوا على الله في حال اسودادها وقرىء: بمفازتهم على الافراد وبمفازاتهم على الجمع والذين كفروا معطوف على قوله وينجي وإن كانت تلك الجملة إسمية وينجي جملة فعلية إذ صار المعنى وينجي مع ما بعده ويحشر من كفر بآيات الله.
{ قُلْ أَفَغَيْرَ ٱللَّهِ تَأْمُرُونِّيۤ أَعْبُدُ أَيُّهَا ٱلْجَاهِلُونَ } أفغير منصوب بقوله: أعبد وتأمروني جملة اعتراضية بين الفعل ومعمولة كأنه قيل أعبد غير الله تأمروني بذلك وقرىء تأمروني بإدغام نون الرفع في نون الوقاية قال ابن عطية: وهذا على حذف النون الواحدة وهي الموطئة لياء المتكلم يعني في قراءة من قرأ بحذف النون قال: ولا يجوز حذف النون الأولى وهو لحن لأنها علامة رفع الفعل "انتهى".
في المسئلة خلاف منهم من يقول المحذوفة نون الرفع ومنهم من يقول الوقاية وليس بلحن لأن التركيب متفق عليه والخلاف جرى في أيهما حذف وتختار أنها نون الرفع ويجوز أن يكون تأمروني في موضع الحال أنكر عليهم أن يعبد غير الله آمريه بذلك ولما كان الإِشراك مستحيلاً على من عصمه الله تعالى وجب تأويل قوله: لئن أشركت على حمله على ضمير السامع دون الموحى إليه أي أوحى إلى الرسول عليه السلام لئن أشركت أيها السامع ومضى الخطاب على هذا التأويل ويدل على هذا التأويل وأنه ليس يراجع الخطاب للرسول عليه السلام افراد الخطاب في لئن اشركت إذ لو كان هو المخاطب لكان التركيب لئن أشركتم فيشتمل ضميره وضمير الذين من قبله ويغلب الخطاب.