التفاسير

< >
عرض

الۤر تِلْكَ آيَاتُ ٱلْكِتَابِ ٱلْحَكِيمِ
١
-يونس

تيسير التفسير

سورة يونس { بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. الر } قال ابن عباس رضى الله عنهما: معناه أَنا الله أرى، وقيل: أَنا الرب لا رب غيرى. وقيل: الر، وحم، ون اسم الرحمن. وقيل الر اسم للسورة، وعليه الجمهور، وقيل الر، حروف تهج مسرودة، وفى إِمالة الراء دفع توهم أَن را حرف كما ولا ثنائى، لأَن الحروف تمتنع فيها الامالة، وكذا قراءَتها بين بين، وذلك إِجراءُ لأَلفها مجرى الأَلف المنقلب عن الياء { تِلْكَ } ما يأْتى من آيات السورة، أُشير إِليها قبل مجيئها لأَنها فى حكم الحاضر لقرب ذكرها بعد، كما يقول الكاتب: هذا ما اشترى فلان، يشير إِلى ما حضر فى الذهن. ويقال هنا إِشارة إِلى ما حضر فى العلم، أَو الإِشارة إِلى القرآن كله لتعينه فى علم الله تعالى، أَو اللوح المحفوظ أَو باعتبار أَنه نزل جملة إِلى السماءِ الدنيا، أَو إِلى ما نزل منه دون ما لم ينزل أَو إِلى السورة، ولا سيما إِن قلنا الر اسم للسورة أَو لما أُشير إِليها فى ضمن سرد هذه الحروف على التحدى كانت مذكورة ضمنا. { آيَاتُ الْكِتَابِ } أى آيات من الكتاب بمن التبعيضية، وإِذا كانت الإِشارة إِلى القرآن كله فلا تقدر من التبعيضية، فالكتاب إِما السورة وإِما القرآن ومحط الفائدة { الْحَكِيمِ } أَى المشتمل على الحكم ـ بكسر الحاء وفتح الكاف ـ والحكمة هى وضع الأَشياء فى مواضعها اللائقة، أَو علم الأَشياءِ على ما هى عليه، وقال الراغب: إِصابة الحق بالعلم والعمل، وإِسناد ذلك إِلى السورة أَو القرآن مجاز عقلى كما فى نهاره صائِم وليلة قائِم، أَو مجاز بالحذف أَى حكيم قائِله، أَو ذلك نسب كلابن أَو تشبيه بإِنسان ناطق بالحكمة على طريق الاستعارة بالكناية، ورمز إِلى ذلك بإِثبات الحكمة، أَو المعنى محكم بفتح الكاف، أَى متقن لا خلل فيه، أَو لا بنسخه كتاب آخر فهو حقيق، أَو بكسر الكاف فمجاز كما مر، لكن فعيل بمعنى مفعل أَو مفعل ضعيف.