التفاسير

< >
عرض

وَمِنهُمْ مَّن يَنظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي ٱلْعُمْيَ وَلَوْ كَانُواْ لاَ يُبْصِرُونَ
٤٣
-يونس

تيسير التفسير

{ وَمِنْهُمْ مَّنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ } بعينيه حال قراءَة القرآن وكأَنه لم ينظر وكأَنه غائب عنك، فكيف يشفع { أَفَأَنْتَ تَهْدِى الْعُمْىَ } تجعلهم مبصرين { وَلَوْ كَانُوا لاَ يُبْصِرُونَ } يقول لا فيقول الله فكذلك هؤلاءِ عميت قلوبهم لا تتأَثر بذلك كما لا يبصر الأَعمى، أَفأَنت تهديهم وهم عمى القلوب لا تهديهم وقد طبع عليها، أَو معنى لا يبصرون عدم البصيرة كالذى قبله، أَى وقد انضم إِلى عماهم عدم البصيرة، والمقصود من إِبصار العين استبصار القلب، فقد يحسن الأَعمى المستبصر مالا يحسن البصير الأَحمق، فقد انسد باب الهدى أَلبتة عمن لا بصر له ولا بصيرة، والاستفهام إِنكار، والواو قيل للحال أَو مقابل مدخولها محذوف أَى لو كانوا يعقلون، ولو كانوا لا يعقلون، لو كانوا يبصرون، ولو كانوا لا يبصرون، والآية كالتعليل للتبرؤ منهم إِذ بلغوا فى الكفر منزلة الأَصم المجنون وأَعمى البصر والبصيرة، ولا يصح ما قيل إِن المعنى إِعراض عنهم ليستوحشوا كما يستوحش المريض الذى لا يقبل العلاج بإِعراض الطبيب فيقبل، وقيل معنى الآيتين: أَنت لا تقدر على إِسماع الصم ولا على إِبصار العمى، أَنا القادر على ذلك، وفيه: إِن المقام ليس لذكر الاحتجاج بالقدرة وإِثباتها بل للنداءِ على إِصرارهم، اللهم إِلا أَن يراد بذلك تسليته صلى الله عليه وسلم فى شدة رغبته فى إِيمانهم وإِقناطه منهم.