التفاسير

< >
عرض

ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ
٥٢
-يونس

تيسير التفسير

{ ثُمَّ قِيلَ } عطف على جملة يقال لهم إِلخ المقدرة عطف ماضوية على مضارعية، وهو جاءَنى وإِنما قدرت المضارع لئَلا يكثر لأَن التقدير على فرض أَنهم آمنوا ثم على فرض أَن خطابهم قد وقع ونزل منزلة الواقع { لِلَّذِينَ ظَلَمُوا } عموماً أَو ثم قيل لهم، وأَظهر ليصفهم لأَنفسهم بالذنوب وللخلق بالقحط والمصائِب لذنوبهم، والقائل الملك أَو الملائكة أَو ملائِكة العذاب { ذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ } الموجع على الدوام، والذوق استعارة تهكمية { هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ } من الشرك والكبائِر والصغائِر فلا تلوموا إِلا أَنفسكم لا لوم على سعة رحمة الله فإِنه خلقهم لها، ولا على الخلق لأَنهم اختاروا ذلك لأَنفسهم لفرط انشغالهم بموجبه والإِعراض عما ينافيه، ويجوز كون ما مصدرية وإِنما عذبوا على الصغائر لانهم لم يجتنبوا الكبائِر، ويعذبون على ما دون الشرك لأَن الصحيح أَنهم مخاطبون بفروع الشريعة ويدوم عذابهم على ما دون الشرك، ينقطع كما يخرج الموحدون من النار على زعمهم، وأَنه ما ورد من التخفيف عن بعض فى بعض الأَوقات إِنما هو فى شأْن ما دون الشرك.