التفاسير

< >
عرض

إِنَّ فِي ٱخْتِلاَفِ ٱلَّيلِ وَٱلنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ ٱللَّهُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَّقُونَ
٦
-يونس

تيسير التفسير

{ إِنَّ فِى اخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ } تخالفهما كاجتوروا بمعنى تجاوروا بالقصر والطول والذهاب والمجىءِ، وأَيام البلاد القريبة من القطب الشمالى فى الصيف ولياليها أَقصر من أَيام البلاد البعيدة منه ولياليها؛ ومقتضى كرية الأَرض أَن يكون بعض الأَوقات فى بعض الأَماكن نهارا وفى بعضها ليلا { وَمَا خَلَقَ اللهُ فِى السَّمَاواتِ وَالأَرْضِ } من العقلاءِ وغيرهم وأَحوال ذلك وما يقع عليهم أَو منهم، فما تغليب لغير العقلاء أَو أَطلق ما متناولا للأَجناس فهو أَولى بإِرادة العموم، وعلى كل حال شملت الآيات الملائِكة والشمس والقمر والنجوم وغير ذلك، والحيوان والجبال والبحار والعيون والأَشجار وسائِر الأَجسام كلها والأَعراض كلها { لآياتٍ } دلائل على وجوده تعالى وقدرته وعلمه وتنزهه عن صفات الخلق ووحدته { لِّقَوْمٍ يَتَّقُونَ } وغيرهم، وخصهم بالذكر لأَنهم المنتفعون بها، إِذ يتدبرون فيدركون.