التفاسير

< >
عرض

فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِّنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى ٱللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ
٧٢
-يونس

تيسير التفسير

{ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ } أَعرضتم عن تذكيرى، وهذا الإِعراض حادث بعد التذكير، وهو غير السابق فلا تكرار، ولو فرضنا اتحادهما لقيل المراد بقوا على الإِعراض، والجواب محذوف تقديره فلا ضير أَو فلا باعث يدعوكم إِلى التوالى ونابت عنه علته وهو قوله { فَمَا سأَلْتُكُمْ } عليه { مِنْ أَجْرٍ } لأَنى ما سأَلتكم عليه أَجرا يفوتنى لتوليتكم أَو يوجب توليتكم لأَحد أَمرين لثقله عليكم أَو لكونه سبباً لاتهامكم بأَن تقولوا إِنما يعظنا طمعاً فى الأَجر من أَموالنا { إِنْ أَجْرِىَ إِلاَّ عَلَى اللهِ } دنيا وأُخرى على تبليغى إِياكم لا تعلق له بقبولكم ولا إِعراضكم، أَو الجواب ما سأَلتكم بمعنى عدم المبالاة { وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ } بأَن أَكون { مِنَ الْمُسْلِمِينَ } من الموحدين المطيعين فى عدم أَخذ الأَجرة على الدين أَو المستسلمين لأَمره ونهيه لا أَخاف ولا أَرجو غيره، أَو المستسلمين لما يصيبنى من البلاءِ عن دينى منكم أَو من غيركم.