التفاسير

< >
عرض

يٰقَوْمِ لاۤ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى ٱلَّذِي فَطَرَنِيۤ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ
٥١
-هود

تيسير التفسير

{ يَا قَوْمِ } استعطاف ثان { لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً } أَى على قولى لكم اعبدوا الله إِلخ، أَو على التوحيد، يقول ذلك كل نبى لأُمته، ولو لم يقولوا تريد الأَجر بما تقول لنا ولا اتهموه إِزاحة لما قد يحدث لهم من التوهم، أَو كان ولم يظهر له وإِمحاضاً للنصح وإِخباراً بإِمحاضه، وذلك أَدعى للقبول وأَشد فى التأْثير فإِن النفس ما دامت مشوبة بالمطامع بعيدة عن التأْثير، والأَجر المال والرياسة وسائِر المصالح { إِنْ أَجْرِىَ إِلاَّ عَلَى الَّذِى فَطَرَنِى } خلقنى وهو الله لا إِله إِلا هو أَخرجنى من العدم إلى الوجود ويبقينى مدة، فلا شك أَنه قضى لى فيها رزقاً، وفى آية أُخرى: { { إِن أَجرى إِلا على رب العالمين } [الشعراء: 109، 127، 145، 164، 180]. ولا يخفى أَن السيد يقوم بمصالح عبده، وما صدق الآيتين واحد، والمعنى عبر عنه بمتعدد تارة بلفظ وتارة بآخر، أَو لفظ واحد هو أَحدهما، ذكره الله فى موضع بمعناه { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } أَى أَتغفلون فلا تعقلون، أَو أَتجهلون كل شىءٍ فلا تعقلون، أَى تستعملون عقولكم فتميزون الحق كقولى من الباطل كقولكم.