التفاسير

< >
عرض

وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُواْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْاْ رُسُلَهُ وَٱتَّبَعُوۤاْ أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ
٥٩
-هود

تيسير التفسير

{ وَتِلْكَ عَادٌ } إِشارة إِلى كفارهم لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كأَنه يراهم وقومه لأَنهم متحققون ولأَن آثارهم ترى، سيروا فى الأَرض فانظروا، وقيل أَصحاب تلك عاد، وما قيل من أَن الإِشارة إِلى قبورهم مشكل، لأَن هودا ومن معه لم ينقل إِلينا أَنهم دفنوهم إِلا أَن يقال دفنوهم ثم مضوا إِلى مكة أَو دفنهم سائِر الناس، أَو لعل بعضا لم يهلكوا لعدم شدة شرهم فدفنوهم، ولله أَن يعم بعذاب، وأَن يخص كما قيل أَنه قيل لعجوز منهم أَى عذاب الله أَشد، فقالت كله شديد لكن سعد يوم لا ريح فيه { جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ } تعدى بالباءِ لتضمنه معنى كفر كما يعدى كفر بنفسه لتضمنه معى جحد أَو كلاهما يتعدى بالباءِ وبنفسه { وَعَصَوْا رُسُلَهُ } هو هود عليه السلام لأَنه كالرسل كلهم وكل واحد من الرسل ككلهم لأَنه يجىءُ بالوحى من الله كما جاءُوا ولو اختلفت شرائِعهم، واتفقوا فى بعض وفى التوحيد وخصاله ومكارم الأَخلاق فعلا ومساوئِها تركا.، أَو عصوا سائِر الرسل لأَن الكافر برسول كافر بجميعهم، وقيل الرسل هود ومن قبله ومن بعده أَيضا، أَو المراد بالآيات الدلائل المصوبة للتوحيد أَى لم يمعنوا النظر فيها التى فى الآفاق والتى فى أَنفسهم وما احتج عليهم به من غير ذلك أَو صحف شيت { وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ } من رؤسائِهم، والعنيد الطاغى المتجاوز فى الظلم، وهم معاندون للحق، وذلك إِسناد ما للبعض إِلى الكل.