التفاسير

< >
عرض

قَالُواْ يٰصَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوّاً قَبْلَ هَـٰذَا أَتَنْهَانَآ أَن نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَآ إِلَيْهِ مُرِيبٍ
٦٢
-هود

تيسير التفسير

{ قالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا } نرجوك للأُمور العظام كالنفع بالرأْى والمال والرياسة لما رأَوا منه من حسن العشرة ومكارم الأَخلاق، وكالموافقة فى الدين ورفع شأْن الأَصنام، وقيل مرجو للملك بعد ملكهم لأَنه ذو حسب وثروة، وقيل مرجوا مؤخرا غير معتبر لحقارتك { قَبْلَ هَذَا } أَى قبل هذا الوقت الذى جئْتنا فيه بالتوحيد وما تدعيه من الله عز وجل، أَو قبل المجىءِ بذلك أَو قبل قولك هذا، ولما رأَينا منك ذلك انقطع رجاؤُنا منك { أَتَنْهَانَا أَنْ نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا } من الأَصنام مع قدمهم وكثرتهم وجودة رأْيهم وطول أَزمنتهم فيعبد لحكاية الحال الماضية { وَإِنَّنَا لَفِى شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ } من التوحيد والطاعة والإِيمان برسالتك { مُرِيبٍ } موقع فى الريب لنا من أَراب المتعدى فيكون من الإِسناد إِلى السبب، أَو ذى ريب من أَراب اللازم وكل من كون الشك ذا ريب أَو موقعا فى الريب المبالغة كقولك ظل ظليل أَو مظلل، أَو المراد أَن ذلك الشك يورث الريبة وهى غيره، فإِنه التردد وهى بعده ترجيح السوءِ والاتهام به أَو القلق والاضطراب ومورث ذلك حقيقة هو الله عز وجل.