التفاسير

< >
عرض

الۤر تِلْكَ آيَاتُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُبِينِ
١
-يوسف

تيسير التفسير

الر تعديد للحروف أَى تهيأْ يا محمد لجنس ما يتركب من نحو هذه الحروف ينزل عليك، والإِشارة إِليها أَو اسم لهذه السورة والإِشارة إِليها، وعلى كلا الوجهين يحضر فى ذهن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الآيات التى تتضمن السورة إِجمالا، فصحح الإِشارة لأَن الإِشارة كما تكون إِلى ما فى الخارج، تكون إِلى ما فى الذهن، والكتاب السورة كأَنه قيل: آيات السورة آية السورة، وتمت الفائِدة بقوله المبين، كما تمت بقريشى من قولك رجل قريشى، والمعنى الكتاب الواضح فى نفسه معنى ولفظاً، أَو واضح الإٍعجاز وذلك من أَبان اللازم، أَو الكتاب المبين الحق أَو المبين أَنه من الله لمن تدبره أَو المبين لليهود ما سأَلتموه، كما روى أَن علماءَ اليهود قالوا لأَكابر قريش: سلو محمداً؛ لم انتقل يعقوب وأَهله من الشام إِلى مصر وعمروا فيها وتناسوا وكثروا إِلى عهد موسى، وعن قصة يوسف - من أَبان المتعدى كما رأيت مفعوله المقدر، وكذا إِن جعلناه من المتعدى وجعلنا الكتاب مطلق القرآن؛ ويكون التقدير المبين الحلال والحرام والحق والباطل وقصص الأًولين، وتحصل الفائِدة ولو لم يذكر المبين، على حد "أَنا أَبو النجم وشعرى شعرى" أَى أَنا المعروف المشهور، وشعرى أَى شعرى؛ هو الذى عرف بالفصاحة والبلاغة لم أَتغير ولم يتغير - أَى تلك الآيات هى الآيات المعروفة بأَنها لا كلام يعادلها، وروى البيهقى بسنده إِلى ابن عباس: أَن حبرا سمع النبى صلى الله عليه وسلم يقرأ سورة يوسف فقال: "من علمك؟ فقال: الله تعالى" ، فقال لليهود سمعت محمداً يقرأُ ما فى التوراة، فجاءَ بنفر فدخلوا فسمعوه يقرؤها وعرفوه بالصفة وخاتم النبوة فأَسلموا، فإِما أَن سمعوا ما أَدركوا منها، أَو كررها صلى الله عليه وسلم.