التفاسير

< >
عرض

قَالَ قَآئِلٌ مِّنْهُمْ لاَ تَقْتُلُواْ يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَٰبَتِ ٱلْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ ٱلسَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ
١٠
-يوسف

تيسير التفسير

{ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ } هو يهوذا، وقال قتادة: روبيل، قيل: كان يهوذا أَكبرهم سناً وأَحسنهم رأْياً وأَقلهم شرا، وقيل بذلك فى روبيل، وقال مجاهد: شمعون، وقيل: دان، والصحيح أَنه يهوذا وهو القائل: " فلن أَبرح الأَرض" إِلخ ولم يذكر القائِل باسمه سترا. { لاَ تَقْتُلُوا يُوسُفَ } فإن القتل أَكبر الكبائر بعد الإِشراك، ولا رجوع فيه إِلى إِصلاح، بخلاف سائِر المضار، أَشار لهم القائِل لا تقتلوا إِلى هذا كله، ولم يضمر ليوسف استعطافاً لهم عليه { وَأَلْقُوهُ فِى غَيابَةِ الْجُبِّ } فى المواضع المظلمة من البئر وهى أَجزاءُ قعرها إِذ يغيب ما فيها عن الناظر من أَعلاها، ولا سيما إِن اتسع أَسفلها وضاق أَعلاها، والغيابة الوضع الذى يغيب ما فيه، أَو فى أَسفل ذلك الجب خيافا فى جوانبه، وسميت البئر جباً لأَن الأَرض تجب لتحصيلها أَى تقطع، قيل: الجب البئر التى لم تطوا بالحجارة أَو الجذوع ولا بغيرها، والمراد هنا البئْر المطوية، والمراد بئْر لثمود قديمة، وقيل: بئر بيت القدس، وقيل بئْر بالأَردن، وعن وهب بن منبه ومقاتل: هو على ثلاثة فراسخ من منزل يعقوب، وقيل: بئْر بين مدين ومصر قصدوا بئراً مخصوصة، وأَل للعهد الذهنى، والواضح أَنهم أَرادوا مطلق البئْر، واتفق أَنها إِحدى الأَبيار المذكورة، فأَل للجنس كأَل فى السيارة { يَلْتَقِطْهُ } يأْخذه على وجه الإِصلاح، والأَخذ من الطريق أَو من حيث لا يحتسب التقاط { بَعْضُ السَّيَّارَةِ } كان على الطريق يرد عليه المسافرون فيأْخذه منها بعض السائِرين فى السفر، والسيارة جمع سيار، الذى هو صفة مبالغة فيكون من الجمع بالتاءِ والمفرد بلا تاءِ ككمأْة للجمع، والكمأْ للمفرد { إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ } مريدين الفعل بمشورتى أَو مريدين التفريق بينه وبين أَبيكم، وذلك أَنه يأْخذه بعض المسافرين فيذهب إِلى بلد آخر فيغيب عنكم فيه، أَرادوا قتله فقال قائل منهم: إِن كان ولا بد من الشر فيه فاقتصروا على إِلقائِه فى الجب، ولما أَجمعوا أَمرهم فى الكيد به وأَرادوا تخليصه من أَبيه..