التفاسير

< >
عرض

وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ ٱجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ ٱلأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ
٢٦
-إبراهيم

تيسير التفسير

{ وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ } هى كلمة كائنة ما كانت من الكفر، وكل ما كان على خلاف الطيبة إِلا أَن الواضح عموم التعرض للمباح فى الطيبة والمكروه فى الخبيثة، ومقتضى الظاهر، وضرب الله مثلا كلمة خبيثة إِلخ ولم يقل ذلك لأَن ضربها مثلا غير مقصود بالضرب، بل المراد به مجرد الإِخبار { كَشَجَرَةٍ } يقدر مضاف له كمثل شجرة، أَو الكاف بمعنى مثل أَى مثل كلمة خبيثة مثل شجرة خبيثة { خَبِيثَةٍ } مخصوصة هى شجرة الحنظل، ولو كان من الشجر ما هو مر مثلها وضعيف العروق قريب من وجه الأَرض أَو قويها، ويقال: الكثوث نبت يتعلق بأَغصان الشجر بغير أَن يضرب بعروقه فيها أَو فى الأَرض. قال الشاعر:

هو الكثوث فلا أَصل ولا ورق ولا نسيم ولا ظل ولا ثمر

وقد شاهدته، ولعل المراد بالشجرة مطلق ما خبث منها وهو بمثلثتين، وقيل الأُولى شين وهو بفتح الكاف وضمها، وإِطلاق الشجر على الحنظل مجاز لأَنه لا ساق له فهو نجم لا شجر، فالأَولى تفسيرها بالدفل، لكن روى تفسيرها بالحنظل مرفوعا، وعن الضحاك: أَنها الكثوث، وعن الزجاج وغيره: أَنها شجرة الثوم، وقيل: شجرة الشوك، وقيل: الطحلب، وقيل: الكمأَة، ويرده أَنه لا خبث فى الكمأَة وكذا الطحلب، وقيل: كل شجر لا يطيب له ثمر، وعن ابن عباس: شجرة لم توجد مثل الله تعالى بها { اجْتُثَّتْ } أُصيبت جثتها بالقطع { مِنْ فَوْقِ الأَرْضِ } ولو كان لها عروق لضعفها وقربها فوق الأرض، فكأَن أَخذ عروقها معها أَخذ من فوق الأرض، ووجه دخول ذلك فى التشبيه التنقيص بضعفها، أَو المراد بفوق الأَرض اتصال أَغصانها بالأَرض، وليس لها شرف علو الشجرة الطيبة لانبساطها على الأَرض، ولا ثمر طيب بل ثمرها ردىءٌ، أَو لا ثمر لها، ويضعف تفسير الشجرة بشجرة الزقوم فى النار أَعاذنا الله منها { مَالَهَا مِنْ قَرارٍ } رسوخ ويجوز أَن يراد باجتثت أنها لانبساطها وضعف عروقها كأَنها مقطوعة،وتسمية مالا ساق له شجرة مجاز.