التفاسير

< >
عرض

أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ كُفْراً وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ ٱلْبَوَارِ
٢٨
-إبراهيم

تيسير التفسير

{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللهِ كُفْراً } تعجيب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، أَو لكل من يصلح للتعجب من أَباطيل الكفار البعيدة عمن له أَدنى فهم وهم كفار قريش، وفى ذلك حذف مضاف، أَى بدلوا شكر نعمة الله كفر إشراك وما دونه، والنعمة باقية ولم يشكروها حتى انتقم الله عز وجل منهم، أَو لا يقدر مضاف فتكون النعمة زائلة عنهم بسبب كفرهم فذلك معنى التبديل فإِن الكفر سبب زوالها، وقد اختاروه عنها، ونعمة الله هى رسول الله ودين الإِسلام، وسكنى الحرم الامن، والقيام بأَمر الكعبة وخدمتها وتوسيع الرزق بدعاءِ الخليل عليه السلام، قحطوا سبع سنين وقتل منهم سبعون يوم بدر وأُسر سبعون فذلوا، ولا مانع من عموم الآية لغير قريش، ولو قال: أَلم تر أَلا ترى إِلى قوله: " { أَلم تر إلى الذين خرجوا } "[البقرة: 243] وهو لم يشاهد الخارجين، وعن عمر وعلى: هم الأَفجران من قريش بنوا المغيرة كفيتموهم يوم بدر، وبنو أُمية متعوا إلى حين أَى وقت أَجلهم { وَأَحَلُّوا } أَنزلوا بسبب الإِضلال { قَوْمَهُمْ } أَتباعهم ولو من غير نسبهم، قلت قطعوا عن قريب، وما كانت لهم دولة بعد إلا فى طرف الأَرض فى أَندلس { دَارَ الْبَوَارِ } الهلاك، وأَصله الكساد استعير له لجامع عدم الانتفاع، وضمائِر أَحلوا قومهم وبدلوا للرؤساءِ، وإِن رددنا ضمير بدلوا للعموم، وضمير أَحلوا قومهم للرؤساءِ جاز، ولكن فيه تفكيك الضمائِر.