التفاسير

< >
عرض

وَجَعَلُواْ لِلَّهِ أَندَاداً لِّيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُواْ فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى ٱلنَّارِ
٣٠
-إبراهيم

تيسير التفسير

{ وَجَعلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً } شركاءً فى دعواهم وزعمهم الباطل { لِيُضلُوا عَنْ سَبِيلِهِ } لم يتخذوها ليضلوا عن سبيل الله وهو التوحيد وشريعته، بل ضلالهم سابق على اتخاذها لكن لما كان اتخاذها نتيجة لضلالهم، جعل كأَنه غرض لضلالهم، وأَيضاً يزداد ضلالهم بها، فاللام لعاقبة الازدياد، وجملة أحلوا وجعلوا معطوفتان على بدلوا فالتعجيب منسحب عليهما { قُلْ تَمَتَّعُوا } فى الدنيا قليلا، والدنيا كلها قليل، وهذا يقوى أَن الذين بدلوا هم قريش مثلا لا عموم كفار الأُمم، قل يا محمد لقومك الذين بدلوا مع أَنه لا مانع من العموم كأَنه قال: قل لقومك الذين من جملة من بدلوا، هددهم بالأَمر بالتمتع بالشهوات، ومنها عبادة الأَوثان إِشعارا بأَن تمتعهم لا بد منه كما أَن الأَمر للوجوب، وقد صدر من قاهر فلا بد من المأْمور به، شبه انهماكهم فى التمتع بذلك بالتمتع الذى أمر به من لا يخالفه المأْمور بجامع تحتم الوقوع، وكل من التمتع المهدد عليه، والمصير إلى النار المهدد به واقع بحيث يترتب الثانى على الأَول كما علله بقوله { فَإِنَّ } لأَن { مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ } فذلك استعارة تمثيلية، أَو نزل التقابل منزلة التناسب على الاستعارة التهكمية، فإِِن اللفظ الأَمر بالتمتع، والمراد النهى عنه، والمصير مصدر.