التفاسير

< >
عرض

قُل لِّعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ ٱلصَّلاَةَ وَيُنْفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلاَلٌ
٣١
-إبراهيم

تيسير التفسير

{ قُل لّعِبَادِى الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاَةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرَّا وَعَلاَنِيةً } الجزم فى جواب قل والمحذوف مفعول للقول، أَى قل للذين آمنوا أَقيموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناكم سرا وعلانية يقيموا الصلاة وينفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية، فالجزم فى جواب الأَمر، وذلك مدح للمؤمنين بالمطاوعة فى الحق كما مدحهم بإِضافتهم إٍليه، ويجوز أن يكون ذلك من أَمر الغائب بلام محذوف، أَى قل لهم ليقيموا الصلاة ولينفقوا إِلخ، وكأَنه قيل: قيل لهم أَقيموا وأَنفقوا، والمراد الصلاة الواجبة بإِقامة أَركانها بعد شروطها، والإِنفاق الواجب وهو الزكاة وصدقة التطوع لقوله سرا وعلانية؛ لأَن الزكاة من شأْنها العلانية، وكذا سائِر الفرائِض، وإِن خاف الرياء بالفرض لأَن الصحيح إِمكان الرياءِ به، أَعلن به وجاهد نفسه فى نفى الرياء، وقيل يسر، وقيل: ِإسرارا الفرض أَولى كالنفل، والصحيح الأَول فيزيد على الإِسرار به سبعين، وقد قيل: المراد السر فى التطوع والعلانية فى الفرض فيكون فى الآية إِغراء بإِسرار النفل وإِغراءُ بجهر الفرض، ويجوز أَن المعنى الأَمر بإِكثار الصدقة هكذا على أى حال كانوا، والنصب على الظرفية كجئْت طلوع الشمس أَى وقت سر وعلانية، أَو يقدر فى أَو على المفعولية المطلقة أَى إِنفاق سر وجهر، أَو الحالية، أَى سارين ومعلنين، وذوى سر وعلانية، أو نفس السر والعلانية مبالغة { مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِى يَوْمٌ لاَ بَيْعٌ فِيهِ } لا يباع الشىءُ فيشترى به المذنب نفسه، أَو لا يبيع شيئا فيفتدى بثمنه أَو لا يشترى ما يفدى به، فالبيع على هذا شراءٌ، أَو لا فداءَ فإِن البيع يطلق أَيضا على الفداِءِ { ولاَ خِلاَلٌ } مصدر خاله يخاله بشدهما اتخذه خليلا، أَو جمع خلة أى صحبة بضم الخاءِ كقلة وقلال، لا اصطحاب ينتفع به فى ذلك اليوم بالشفعة، فإِنه يوم لا ينفع فيه إلا بما قدم فى الدنيا من نحو صلاة وإِنفاق لوجه الله - عز وجل - وكما نفيت الخلة هنا، وفى سورة البقرة نفيت فى قوله تعالى: { { الأَخِلاَءُ يومئِذٍ } [الزخرف: 67] إِلخ، لأَن المراد الأَخلاءُ فى الدنيا تنتفى خلتهم فى الآخرة وتستحيل عداوة.