التفاسير

< >
عرض

وَمَآ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلاَّ وَلَهَا كِتَابٌ مَّعْلُومٌ
٤
-الحجر

تيسير التفسير

{ وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ } ما أَهلكنا قرية من القرى أَردنا إِهلاكها والمراد القوم، عبر عنهم بقرية مجازا لحلولهم أَو حقيقة أَو بتقدير مضاف، أَى قوم قرية، أَو أَهل قرية، وهذا بيان لوجه تأْخير العذاب فى قوله: فسوف يعلمون بأَن تأْخيره ليس إِهمالا بل ليبلغوا أَجله كما قال: { إِلاَّ وَلَهَا كِتابٌ } أَجل مؤقت مكتوب فى اللوح المحفوظ يهلكون فيه { مَعْلُومٌ } بالحد، الجملة قيل نعت لقرية مقرون بالواو لتأْكيد اللصوق بالمنعوت لشبهه بالحال الذى يقرن بالواو المؤكدة للصوقه بصاحبه، ولم يتغير المعنى بالواو وهو ضعيف؛ لأَن أَصل الحال المقيس عليه أَن لا يقرن بها لأَنه كخبر المبتدإِ، والخبر لا يقرن بها إِلا فى العطف عليه، وأَيضاً لا يعهد معنى اللصوق للواو ولم تكن فى قوله: " { إلا لها منذرون } "[الشعراء: 208] لأَن الوصف فيه لازم عادى جرت عليه سنة الله، أَن لا إِهلاك إِلا بعد الإِنذار، وفى آية السورة لازم عقلى أَن أُمور الحكيم لأَوقاتها،الأَصل أَيضاً أَلا يفصل النعت بإِلا، وجعل الجملة نعت البدل محذوف هكذا إلا قرية لها كتاب لا يرفع الإِشكال لوجود الواو فالأَولى أَن الواو للحال، والجملة حال من النكرة لوجود النفى المفيد للعموم.