التفاسير

< >
عرض

وَكَانُواْ يَنْحِتُونَ مِنَ ٱلْجِبَالِ بُيُوتاً آمِنِينَ
٨٢
-الحجر

تيسير التفسير

{ وَكَانُوا يَنْحِتُون } يقطعون { مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً } صخرا تصير بعد بيوتا فهو من مجاز الأول، أَو تتخذون من الجبال بيوتا بقطع الصخر وبنائه بيوتا، أَو تنقبون فى الجبال نقبا يكون بيوتا لكم تتخذون من سهولها قصورا تسكنونها فى الصيف وتنحتون من الجبال بيوتا تسكنونها فى الشتاءِ { آمِنِينَ } من الانهدام بالمطر أَو القدم، ومن نقب السارق وهدم الأَعداءِ، لأَنهن من صخر غلاظ محكمة بصنعة، قال الله تعالى: " { وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين } "[الشعراء: 149] قيل: أَى حاذقين ولا سيما إذا كان النحت بالنقب فى الجبل، أَو آمنين من العذاب الذى توعدهم به صالح حتى قالوا: إِيتنا بما تعدنا، أَو آمنين من أَن يصلهم إن جاءَ، لظنهم أَن بيوتهم تحصنهم عنه، ويضعف أَن يفسر بآمنين من العذاب فى الآخرة لعدم اعتقادهم الآخرة، ولعدم تصور العاقل أن يمنعه بناءُ الدنيا من عذاب الآخرة، نعم يجوز بلا ضعف أن يقال آمنين من عذاب فى الآخرة لإنكارهم البعث، وقيل: آمنين من الموت لطول أعمارهم.